في خطوة تهدف إلى التحايل على فضائح رئيسها، عمدت الرئاسة الجزائرية إلى حذف جزء من خطاب الرئيس “تبون”، الذي أذيع في البرلمان، وتضمن هجومًا لاذعًا على الروائي المعتقل “بوعلام صنصال”، حيث كان تبون قد وصف صنصال بـ”الخائن” و”اللقيط” أثناء رده على تصريحاته حول تاريخ الأراضي المغتصبة من المغرب.
المقطع الذي استأثر باهتمام الإعلام الدولي، كشف عن تراجع في مستوى الخطاب السياسي للرئاسة الجزائرية، إذ أظهر تبون وهو يهاجم الروائي بألفاظ غير لائقة، متهما إياه بإهانة شرفه ونسبه، فهذه التصريحات كانت بمثابة محاولة لردع صنصال بعد تصريحاته على قناة “Frontières” الفرنسية، حيث ذكر أن فرنسا اقتطعت أراضي مغربية وألحقتها بالجزائر.
بعد تداول المقطع في الإعلام الفرنسي، والذي لفت الانتباه إلى نوعية القيادة في الجزائر، سارعت الرئاسة إلى حذفه من مواقعها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ان هذا التعديل جاء في وقت حساس، بعد أن أثار اعتقال “بوعلام صنصال” في 16 نوفمبر الماضي بسبب تهم الإرهاب، مما أبرز التوترات بين النظام العسكري الجزائري والروائي الفرنسي من أصل جزائري، الذي جاهر بانتقاداته للنظام.
إلى جانب الحذف الرسمي للمقطع، سارعت منابر إعلامية موالية للنظام إلى اتباع نفس الخطوة، ما يطرح تساؤلات حول مستوى التنسيق في إدارة الأزمة الإعلامية وضرورة إخفاء الضعف السياسي الذي يكشفه هذا النوع من الخطابات.
01/01/2025