kawalisrif@hotmail.com

أزمة إنسانية تتفاقم في السودان دون أفق لنهاية الحرب

تستمر الحرب المدمرة في السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، لتخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فمنذ أكثر من عام ونصف، لا تزال البلاد غارقة في دوامة من العنف والدمار، مع انعدام أي مؤشر على نهاية قريبة، رغم الجهود المتواضعة التي يبذلها المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية.

ومع انقضاء موسم الأمطار في شتنبر، تسارعت وتيرة القتال بشكل ملحوظ، مدفوعة بالتدخلات الأجنبية المتزايدة، فالجيش السوداني، الذي كان قد خسر بعض الأراضي في المراحل الأولى من الحرب، بدأ منذ فترة في استعادة المناطق التي فقدها، وسط موجة من الانتهاكات والدمار، وتتركز الأعمال العسكرية حاليا على ثلاث جبهات رئيسية: العاصمة الخرطوم، ولاية الجزيرة في الوسط، ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

لقد أسفرت الحرب عن مقتل وجرح مئات الآلاف، بالإضافة إلى ضحايا العنف الجنسي والتعذيب، يضاف إلى هذه المآسي سوء التغذية الذي يضرب الأطفال والنساء، إلى جانب انهيار النظام الصحي، الذي يعجز عن تقديم أي خدمات تذكر في ظل انقطاع المساعدات.

ولا يقتصر تأثير الحرب على الخسائر البشرية المباشرة فحسب، بل يمتد إلى تدمير البنية التحتية الأساسية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، فرغم محاولات المنظمات الإنسانية، مثل منظمة أطباء بلا حدود، لتوسيع عملياتها في السودان، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير ما يمكن تقديمه في ظل الظروف الراهنة، ويعلق كريستوفر لوكيير، الأمين العام للمنظمة، قائلا: “إذا كانت هناك زيادة في المساعدات، فهي موضع ترحيب، لكن الأمر لا يتجاوز كونها قطرة في محيط”.

التوقعات القاتمة تزداد يوما بعد يوم، ولا يبدو أن هناك حلاً قريباً في الأفق مع استمرار الحرب وغياب الحوار الفعلي بين الأطراف المتحاربة. في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة وتدهور الأوضاع الصحية في البلاد.

إن الاستجابة الدولية للأزمة لا تزال غير كافية بالنظر إلى حجم المأساة. تحتاج السودان إلى تدخلات عاجلة من المجتمع الدولي، ليس فقط لتقديم المساعدات الإنسانية، ولكن أيضاً للضغط على الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع والبحث عن حلول سياسية.

في النهاية، تظل الحرب في السودان تمثل واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، مع تداعيات مأساوية ستستمر في التأثير على أجيال قادمة، ما لم يتم التحرك بشكل عاجل لإنهاء هذا الصراع المدمر.

وكالات :

02/01/2025

مقالات ذات الصلة

24 يناير 2025

شاطئ بتطوان يلفظ جثة شاب حاول الهجرة نحو سبتة المحتلة

24 يناير 2025

تافوغالت ممثلة لجهة الشرق …تخصيص ملايير السنتيمات لتأهيل 16 قرية سياحية في المغرب

24 يناير 2025

تورط منتخبين وأمنيين وعدول … مطالب بإعادة التحقيق في شبكة تزوير واستيلاء على عقارات ضخمة بوجدة

24 يناير 2025

رئيس المجلس الإقليمي يستخدم أعضاء فاسدين بجماعة الحسيمة لإلغاء نقطة مقررة في جدول أعمال دورة فبراير

24 يناير 2025

برلمانية تطلب من وزير الداخلية السماح بتدخين الشيشا في الأماكن العامة

24 يناير 2025

الملك محمد السادس يعين رئيسة جماعة الحسيمة السابقة فاطمة السعدي ضمن اللجنة الوطنية للمعطيات الشخصية

24 يناير 2025

حماس تنشر أسماء جنديات إسرائيليات سيتم إطلاق سراحهم غدا السبت

24 يناير 2025

حزب ڤوكس يسأل الوفد الحكومي الذي يزور مليلية عن “المراحل” المقررة لإعادة فتح الجمارك مع الناظور

24 يناير 2025

أمسية ثقافية وفنية بمناسبة السنة الأمازيغية 2975 بجماعة بني عمارت بالحسيمة

24 يناير 2025

“الفاخر” يتسبب في وفاة سيدة بحي “براقا” بالناظور

24 يناير 2025

إفراج مؤقت عن المغاربة المتهمين بسرقة أجهزة إلكترونية في إسبانيا

24 يناير 2025

قبالة سواحل الناظور … تدريبات بحرية متقدمة لوحدة الغوص “قادس” الاسبانية

24 يناير 2025

المغرب متخلف عالميا في مؤشر صحة النساء

24 يناير 2025

ضمنها قضية صنصال … البرلمان الأوروبي يدين بشدة سياسة النظام الجزائري القمعية

24 يناير 2025

المجلس الاقليمي بالناظور يعلن عن فرصة دعم الأنشطة المدرة للدخل لفائدة الفئات الهشة بالإقليم