يستمر الجدل في إسبانيا عقب فشل أولى عمليات الشحن عبر جمارك مليلية وسبتة الأسبوع الماضي، في هذا السياق، كشف الإعلام الإسباني أن المغرب يطالب إسبانيا بتسليمه السيطرة على المجال الجوي للصحراء، الذي تتحكم فيه حاليا شركة “إينير” من جزر الكناري، كشرط لفتح الجمارك في مليلية وسبتة.
وأشارت مصادر متعددة إلى أن المغرب يعتبر فتح الجمارك في الثغرين المحتلين خطوة تمهيدية للسيطرة الكاملة على المنطقة، وشرطًا لتحقيق طموحاته الاستراتيجية، فوفقا لما أوردته صحيفة “OKDiario”، ترى الرباط أن إسبانيا لم تلتزم بالاتفاقات السرية التي تضمنت تسليم المجال الجوي للصحراء.
وفي أعقاب الفشل في عمليات الشحن، طالب رجال الأعمال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بتقديم تفسيرات، بينما وصف رئيس حزب “ڤوكس” الوضع بأنه “صفعة” لإسبانيا. من جهتها، أكدت حكومة بيدرو سانشيز أنها تعمل مع المغرب على تشغيل الجمارك، لكن الوضع الحالي يعكس توترا مستمرا.
وبدأ المغرب بالفعل في اتخاذ خطوات عملية لتعزيز سيطرته على المجال الجوي للصحراء، بما في ذلك بناء برج مراقبة جديد في “السمارة”، الذي من المتوقع أن يبدأ العمل هذا الربيع، هذه الخطوات تعكس إصرار المغرب على توسيع نفوذه في المنطقة.
وهذا المطلب المغربي يأتي في ظل تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء، حيث وقع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، على خطة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء في عام 2022، هذا التحول أثار جدلا في إسبانيا بشأن التنازل عن مواقف ثابتة منذ “المسيرة الخضراء” عام 1975.
وفي النهاية، يعكس النزاع المستمر حول السيطرة على الجمارك والمجال الجوي للصحراء، الأهمية الاستراتيجية التي توليها الرباط لهذه المنطقة، وما يمكن أن يتبع ذلك من تداعيات على العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
12/01/2025