كشفت التحقيقات الجارية عن تورط مدير مؤسسة العمران للشرق في قضايا فساد معقدة، حيث حول المؤسسة إلى “ضيعة” خاصة يتقاسم ثمارها مع أقاربه والمدراء المتورطين معه، وقد تم تسجيل عمليات مشبوهة تتعلق بتقسيم المشاريع والصفقات بين هذه الشخصيات ومقاولين، ضمنهم صاحب مقاولة ( Meba ) المسمى عزيز ، الذي لم يشمله التحقيق رغم تورطه في فساد الصفقات ، وكذلك مقاول معروف بإسم “الشوال”، الذي فر من العدالة.
وأظهرت التحقيقات أن الشركة الفائزة بمشاريع العمران لم تلتزم بتنفيذ كامل ما هو مدون في دفاتر التحملات، على سبيل المثال، تم التعاقد على تشييد ملعبين للقرب، ولكن على أرض الواقع، لم يتم إنجاز سوى ملعب واحد، بالإضافة إلى ذلك، تم توجيه الصفقات لشركات محددة، بعضها عائلية أو لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع مدير المؤسسة، دون فتح باب المنافسة.
وقد تم الكشف عن استفادة نجلة المقاول الشوال من محلات تجارية في مشروع “العمران ساحة 3 مارس”، وارتباط صاحب شركة “فوزان تور” ، المعتقل في قضية شبكة بعيوي، بالمشروع ذاته وتأسيسه لشركة كما ظهر ترابط بين شركة “بعيوي للأشغال” ومؤسسة العمران في تجهيز الساحات العامة وافتعال نزاعات لتحقيق أهداف معينة.
وكل هذه المعطيات دفعت المحققين لتوسيع نطاق تحقيقاتهم تحت إشراف الوكيل العام بمحكمة جرائم الأموال بفاس، سعيا للإيقاع بالشبكة الإجرامية المنظمة التي يرأسها عبد النبي بعيوي، رليس جهة الشرق السابق، المعتقل على ذمة ملف آخر يتعلق التهريب الدولي للمخدرات والتزوير ، ويستمر تساقط أوراق الفاسدين مع تقدم التحقيقات التي تسلط الضوء على التداخل الخطير بين الجريمة، السياسة، والفساد الإداري.
وتضع هذه الفضيحة مدير العمران المعتقل تحت المجهر، حيث تتكشف خيوط شبكة فساد معقدة تمتزج فيها الجريمة بالسياسة والمال، مما يسلط الضوء على ضرورة تعزيز الشفافية ومحاسبة المتورطين في مثل هذه القضايا لضمان العدالة والحفاظ على المال العام.
14/01/2025