مشروع دار الكيف بجماعة إساكن بإقليم الحسيمة … تحويل الحشيش إلى مواد مستدامة

وصل مشروع دار الكيف الذي أطلقته تعاونية أدرار نوح سنة 2024 ، إلى المرحلة النهائية من جوائز الابتكار الاجتماعي المغربية بمؤسسة عبد القادر بن صالح ، مبادرة طموحة لتجديد منطقة الريف الأعلى، التي تميزت تاريخيا بزراعة القنب الهندي ويندرج هذا المشروع في إطار مقاربة اجتماعية واقتصادية مستدامة تهدف إلى تحويل الموارد المحلية إلى أدوات تنموية

ظلت منطقة الريف الأعلى ( جماعة إساكن بإقليم الحسيمة ) لفترة طويلة تعتمد على تجارة القنب غير المشروعة، وهو نشاط ترك عواقب بيئية واجتماعية. منذ التقنين الجزئي للقلب في المغرب في عام 2021 تواجه المنطقة فرصة فريدة لإعادة تعريف استخدام هذا المورد تسعى دار الكيف جاهدة إلى إظهار تنوع القنب، وخاصة في البناء، مع تعزيز التنمية البشرية والبيئية في المنطقة. ويسلط المشروع الضوء على ضرورة تصحيح أخطاء الماضي التي حولت هذا النشاط إلى سوق دولية غير مشروعة على حساب صغار المنتجين المحليين

ويركز المشروع على استغلال سيقان نبات بيلديا للقنب الإنتاج مواد بناء مبتكرة تتكيف مع القيود المناخية المحلية. ولا تتيح هذه المواد بناء بنية تحتية مستدامة فحسب، بل تقلل أيضا من الاعتماد على منتجات العزل الاصطناعية المستوردة. تطمح دار الكيف إلى إثبات أن القنب يمكن أن يصبح موردا قيما ومتعدد الاستخدامات، ودمج خصائصه في قطاعات مختلفة مثل البناء الحيوي والصناعة الزراعية . والسياحة

تعتمد دار الكيف على نموذج الاقتصاد الاجتماعي الذي يهدف إلى تعزيز التنمية المحلية من خلال تمويل هيكلة المشاريع وتعزيز المعرفة التقليدية. ويستفيد المشروع من تعاون خبراء وطنيين ودوليين مثل الدكتورة مونيكا برومر، المتخصصة في الهندسة المعمارية المناخية الحيوية ، وعبد اللطيف أضبيب الخبير في الزراعة المستدامة. وترتكز إدارة المبادرة على إشراك السكان المحليين، وخاصة مزارعي القنب باعتبارهم جهات فاعلة مركزية في التغيير

تعالج دار الكيف التحديات الرئيسية التي تواجهها المنطقة مثل إزالة الغابات وسوء ظروف الموائل والظروف المناخية القاسية. وباستخدام المواد المحلية، يساعد المشروع على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق حبس الكربون الذي تستقليه النباتات في المباني، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام العمالة المحلية والنهج التعليمي في البناء يجعل من الممكن تعريف سكان الريف بالتكنولوجيات والممارسات الزراعية الجديدة وبالتالي تعزيز التنمية المستدامة والشاملة. إن الترسيخ الإقليمي للمشروع أمر ضروري تم إنشاء دار الكيف بواسطة عمال محليين معظمهم من مزارعي القنب، ويهدف إلى تكرار هذا النموذج في المناطق الريفية الأخرى في المغرب. ويعد المشروع أيضا جزءا من ديناميكية رفع مستوى الوعي بحالة الطوارئ المناخية والصحة البيئية. ويمكن تطبيق نهجها على نطاق أوسع من خلال تعزيز نموذج البناء المستدام القائم على الاستغلال القانوني للموارد الزراعية المحلية

دار الكيف هي أكثر بكثير من مجرد مشروع بناء مبتكر . وهو يجسد رؤية للتجديد الاجتماعي والاقتصادي والبيني المنطقة الريف الأعلى من خلال الترويج للقنب بطريقة قانونية ومستدامة. ويهدف المشروع إلى أن يصبح نموذجا مرجعيا لمناطق أخرى من المغرب، مما يدل على أن التنمية المستدامة يمكن أن تنشأ من الموارد المحلية مع دمج سكان المناطق الريفية في عملية التحول .