مكانة المغرب الريادية في محاربة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في إفريقيا، تترسخ أكثر ، فقد أعلنت المملكة عن بدء تقاسم خبرتها المتقدمة في استخدام الطائرات المسيرة العسكرية مع دول الساحل، فهذه المبادرة أثارت قلق النظام الجزائري، الذي يرى في هذه الخطوة تهديداً لاستراتيجيته القائمة على زعزعة الاستقرار ودعم الميليشيات المسلحة.
وبفضل رؤية استراتيجية وتحديث مستمر لقدراته العسكرية، أصبح المغرب نموذجاً يحتذى به في إرساء منظومة أمنية متطورة تعتمد على الطائرات المسيرة، وقد أثبتت هذه الطائرات فعاليتها في التصدي لمحاولات التسلل والهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر، مما جعل دول الساحل تسعى للاستفادة من هذه التكنولوجيا لمواجهة الإرهاب في أراضيها.
فالمؤتمر الدولي الذي احتضنته الرباط بمشاركة واسعة من مسؤولين وخبراء دوليين، سلط الضوء على الخطر المتزايد للإرهاب في منطقة الساحل، التي أصبحت مرتعاً للتنظيمات المتطرفة بفضل الدعم اللوجستي والتسليحي من بعض الأنظمة، وعلى رأسها الجزائر، حيث ان تقارير أمنية حديثة حذرت من انتقال الأنشطة الإرهابية من عمق الساحل نحو السواحل الأطلسية، مما يستدعي تحركاً سريعاً وفعالاً بعيداً عن المناورات السياسية.
كما ان المبادرة المغربية لتقاسم الخبرة العسكرية مع دول الساحل تأتي كضربة موجعة لمخططات النظام الجزائري، الذي حاول لعقود احتكار النفوذ في المنطقة من خلال تأجيج الصراعات ودعم الجماعات المسلحة، فالمغرب، بخلاف جاره الشرقي، يعتمد على مقاربة عملية تقوم على التعاون وتبادل الخبرات لمكافحة الإرهاب، مما جعل العديد من الدول الإفريقية تدرك أن شراكتها مع المغرب هي السبيل الأمثل لتعزيز أمنها واستقرارها.
فحالة القلق التي انتابت النظام الجزائري بعد هذه المبادرة المغربية ليست مفاجئة، فهو يدرك أن تعزيز قدرات دول الساحل سيؤدي إلى تجفيف منابع الإرهاب، مما يتعارض مع استراتيجيته الرامية إلى زعزعة الاستقرار، وعلى رغم محاولاته تشويه المبادرة المغربية عبر أدواته الإعلامية، يبقى الواقع الميداني شاهداً على دور المغرب المتنامي في الأمن الإفريقي، بينما تتلاشى مصداقية النظام الجزائري الذي لا يزال يتمسك بسياسات عفا عليها الزمن.
وفي ظل هذه التطورات، يواصل المغرب مسيرته نحو دعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب بوسائل حديثة وفعالة، في وقت يزداد فيه عزلة النظام الجزائري الذي باتت سياساته التخريبية مكشوفة أمام العالم.
18/01/2025