في قلب هولندا، تحديدا بالقرب من مدينة ليدن، يقع متحف كوربوس، الوجهة التعليمية الأولى من نوعها عالميًا، التي تأخذ الزوار في رحلة غير مسبوقة داخل جسم الإنسان، افتتح المتحف أبوابه عام 2008، ليصبح رمزا للابتكار في تقديم العلوم بأسلوب تفاعلي يدمج بين التعليم والترفيه.
وما يميز متحف كوربوس عن غيره هو تصميمه الفريد الذي يجسد جسم إنسان عملاق. الزوار هنا لا يقتصرون على النظر إلى المجسمات والنماذج، بل يدخلون حرفيًا إلى “الجسم”، متجولين بين أعضائه الحيوية، وتبدأ الرحلة من الدماغ، حيث يتعرف الزوار على كيفية عمله وتعقيداته، ثم ينتقلون عبر القلب والرئتين، ليصلوا في النهاية إلى الجهاز الهضمي، في تجربة تجعل التعلم أقرب ما يكون إلى الواقع.
فالمتحف يعتمد على أحدث التقنيات، مثل الواقع الافتراضي والعروض ثلاثية الأبعاد، التي تساهم في تقديم شرح واضح ومبسط للعمليات البيولوجية التي تحدث داخل الجسم، فهذا التوجه التقني يهدف إلى جعل المعلومات العلمية متاحة ومفهومة لجميع الفئات العمرية، من الأطفال إلى الكبار، ومن غير المختصين إلى الباحثين عن معرفة أعمق.
ويتجاوز متحف كوربوس دوره التعليمي ليصبح منبرا لنشر الوعي الصحي، ومن خلال عرضه لمخاطر العادات الصحية السيئة، مثل التدخين وسوء التغذية، يهدف المتحف إلى تشجيع الزوار على تبني أنماط حياة صحية، التجربة لا تقتصر على المعرفة فقط، بل تمتد لتشمل توجيهات عملية للحفاظ على الصحة العامة.
ولا يقتصر الاستمتاع بمتحف كوربوس على المختصين أو المهتمين بالعلوم فقط، بل هو وجهة عائلية بامتياز، حيث يجد الأطفال متعة كبيرة في تعلم حقائق علمية بطريقة مسلية، مما يجعل الزيارة تجربة تعليمية لا تُنسى لكافة أفراد الأسرة.
ويمنح متحف كوربوس زواره فرصة فريدة لاستكشاف معجزة جسم الإنسان من الداخل. إذا كنت في هولندا، فهذه الزيارة ليست فقط تجربة تعليمية، بل رحلة إلى أعماق الجسد البشري بطريقة تفاعلية تترك أثرًا لا يُنسى، فمتحف كوربوس يظل شاهدًا حيا على عظمة الإنسان وأسراره، في تجربة تجمع بين المتعة والمعرفة في آن واحد.
18/01/2025