مع عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، تواجه إسبانيا تحديات دبلوماسية واستراتيجية متعددة تتعلق بعلاقاتها مع المغرب، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتعميق التعاون المغربي الإسرائيلي.
وخلال ولايته السابقة، اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، مما عزز العلاقات بين واشنطن والرباط، فهذا الاعتراف دفع المغرب إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسبانيا، خاصة في ظل التوترات المتعلقة بقضية الصحراء والهجرة. عودة ترامب قد تشجع المغرب على تبني سياسات أكثر حزماً، مما يضع إسبانيا في موقف دبلوماسي حساس.
فمنذ تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في عام 2020، شهد التعاون العسكري بين البلدين نموا ملحوظا، حيث وقعت الرباط وتل أبيب اتفاقيات لتطوير وإنتاج الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى صفقات لشراء أنظمة دفاعية متقدمة.
فهذا التطور يثير قلق إسبانيا، خاصة مع تقارير عن إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة قرب مدينة مليلية، وتعزيز القدرات العسكرية المغربية قد يؤدي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، مما يستدعي من مدريد إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية.
كما ان عمل المغرب على تحديث وتطوير ترسانته العسكرية، مستفيدا من التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل. تضاعف الإنفاق الدفاعي المغربي بنسبة 50%، متضمنا شراء دبابات وطائرات مقاتلة وتكنولوجيا متقدمة، حيث ان هذا التحديث المستمر يعكس رغبة المغرب في تعزيز موقعه الإقليمي، مما يضيف تحديات جديدة لإسبانيا في الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
ومع هذه التطورات، تجد إسبانيا نفسها أمام ضرورة تبني سياسة خارجية أكثر حكمة ومرونة، فالتوترات المحتملة بين المغرب والجزائر قد تؤثر على المصالح الإسبانية، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة والأمن الإقليمي، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر سياسات ترامب التجارية على الاقتصاد الإسباني، مما يستدعي تعزيز الحوار والتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتجنب التصعيد وحماية المصالح المشتركة.
وفي ظل هذه التحديات، قد يكون للملك فيليبي السادس دور محوري في تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، فزيارات الدولة والاحتفالات بالذكرى السنوية للعلاقات قد تساهم في تخفيف التوترات وتعزيز التعاون بين البلدين.
وقد تواجه إسبانيا فترة معقدة تتطلب دبلوماسية نشطة واستراتيجيات مدروسة للتعامل مع التحديات الناشئة عن عودة ترامب والتطورات في المنطقة المغاربية.
20/01/2025
