أعلن “مركز تاريخ وثقافة الجيش في مليلية المحتلة” أن كتاب الشهر في يناير 2025 هو “مبادئ العربية العامية” أو “الدارجة المغربية”. هذا العمل الهام من تأليف الراهب خوسيه ليرتشوندي، نُشر في عام 1872 ويُعتبر رائدًا في مجاله، ويعد مرجعًا مهمًا في دراسة العربية العامية.
وأشار المركز العسكري في الثغر المحتل إلى أننا بدأنا عام 2025 مع “مبادئ العربية العامية”. تقدم هذه القواعد الخاصة بالعربية المغربية العامية هيكلًا واضحًا ومنطقيًا يسهل تعلم اللغة بشكل تدريجي. صمم ليرتشوندي هذا العمل بأسلوب عملي، موجهًا المرسلين وغيرهم من المهتمين بتعلم اللغة العربية.
العمل منظم بطريقة منهجية، بدءًا من مقدمة حول الأصوات والنطق باللغة العربية المغربية. ثم عرض المؤلف القواعد النحوية الأساسية، بما في ذلك تصريف الأفعال واستخدام الأسماء والصفات وتكوين الجمل.
قال خوسيه ليرتشوندي إن “مبادئ العربية العامية” كانت من أولى الأعمال التي وثقت ونظمت العربية المغربية، وهو لهجة كانت حتى ذلك الوقت قليلة الدراسة. قدمت قواعده أساسًا قويًا للدراسات اللغوية المستقبلية وساعدت في الحفاظ على هذه اللهجة ونشر معرفتها.
إضافة إلى قيمتها اللغوية، كان لعمل ليرتشوندي تأثير ثقافي كبير. من خلال تسهيل تعلم العربية المغربية، ساهم في تعزيز الفهم المتبادل والاحترام بين المجتمعات الإسبانية والمغربية. ساعد عمله في بناء جسور ثقافية وتعزيز التعاون بين الثقافتين.
باختصار، يُعتبر “مبادئ العربية العامية” عملًا أساسيًا يعكس الفهم العميق والتفاني من قبل ليرتشوندي في اللغة والثقافة العربية. إن أسلوبه العملي ومساهمته في مجال اللغويات والثقافة يجعله مصدرًا لا يُقدر بثمن لدراسة العربية المغربية.
نسخة من الطبعة الرابعة لهذا العمل، التي نُشرت في 1908 في طنجة بواسطة المطبعة الإسبانية-العربية، يمكن الاطلاع عليها في مكتبة التاريخ العسكري في مليلية.
كان خوسيه ليرتشوندي شخصية محورية في عهد الحماية الإسبانية في المغرب. وُلد في أوريو، غيبوثكوا، في عام 1836، وكان مٌرسلًا فرنسيسكانيًا وعالِمًا بالعربية ودبلوماسيًا. بدأ عمله في المغرب في عام 1862 وتميز بمعرفته العميقة باللغة والثقافة العربية.
لعب ليرتشوندي دورًا مهمًا في تعزيز الثقافة والتقدم الاجتماعي في المغرب. أسس الكنائس وبيوت الإرساليات، وأنشأ أول مطبعة إسبانية-عربية في طنجة، وروج لتحديث المنطقة من خلال مبادرات مثل تركيب الكهرباء وإنشاء مراكز طبية وتعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، كان ليرتشوندي وسيطًا حيويًا في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، حيث سهل التعاون الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين البلدين. يشمل إرثه أعمالًا مهمة عن اللغة العربية، مثل “معجم الإسباني-العربي للهجة المغربية” و”كريستوماطيا إسبانية-عربية”.
كان تأثير ليرتشوندي في فترة الحماية الإسبانية كبيرًا، سواء في المجال التعليمي أو الدبلوماسي أو الثقافي. ساهم في تعزيز الثقافة والفهم بين المجتمعات الإسبانية والمغربية بفضل معرفته بالعربية واحترامه للثقافة المحلية.
إن عمله الأدبي ذو قيمة سواء من الناحية اللغوية أو من حيث احترامه وتقديره للثقافة العربية، وكان أساسًا للتعاون بين المجتمعات. تكريمًا لعمله وإرثه، يوجد في مليلية شارع يحمل إسمه.
