أصدرت جبهة البوليساريو تهديدات مباشرة لموريتانيا بسبب مشروع فتح معبر تجاري جديد بين المغرب وموريتانيا، والذي يقترب من الاكتمال. في تصريح للبشير مصطفى السيد، القيادي البارز في الجبهة، حذّر السلطات الموريتانية ودعاها إلى معارضة المشروع، قائلاً: “إذا لم يتم ذلك، ستصبح حدود الصحراويين هي حدود المغرب، مما يعني تورط موريتانيا في حرب”.
تتقدم أعمال إنشاء المعبر التجاري الجديد، الذي يربط مدينة السمارة المغربية بالحدود الموريتانية عبر طريق يمتد على طول 53 كيلومترًا، بوتيرة سريعة، حيث لم يتبق سوى تعبيد الطريق ليفتح أمام حركة الشاحنات والسيارات.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها البوليساريو تهديدات لموريتانيا. ففي ديسمبر 2019، خلال اجتماع عقده إبراهيم غالي في تفاريتي مع أحزاب موريتانية، أبلغ ضيوفه بأن موريتانيا “ستكون أول دولة تتأثر بأي توتر بين المغرب والبوليساريو بسبب طول حدودها مع الصحراء”.
في المقابل، تتقدم أشغال إنشاء المعبر التجاري الجديد بوتيرة سريعة، حيث بات المشروع في مراحله النهائية ولم يتبق سوى تعبيد الطريق ليفتح أمام حركة الشاحنات والسيارات. وكشفت مصادر مطلعة أن المعبر سيخضع لمراقبة جوية باستخدام الطائرات المسيرة لحماية المنطقة من أي تهديدات محتملة من جانب البوليساريو.
يأتي هذا المشروع الاستراتيجي، الذي أطلقته القوات المسلحة الملكية في فبراير 2024، في إطار تعزيز العلاقات التجارية والأمنية بين المغرب وموريتانيا. وقد ساهم توسيع “الجدار الرملي”، الذي أقيم عقب عملية الكركرات في نوفمبر 2020، في تأمين الحدود ومنع تسلل عناصر البوليساريو، مما عزز السيطرة المغربية على المناطق الجنوبية.
في حين تواصل البوليساريو تهديداتها، يبدو أن المشروع يحظى بدعم قوي من الجانبين المغربي والموريتاني، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
24/01/2025