تعيش ساكنة جماعة مكارطو بدائرة ابن أحمد بإقليم سطات معاناة مستمرة بسبب الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن نشاط المقالع التي حوّلت حياتهم إلى جحيم. ورغم العشرات من الشكايات والمراسلات التي وجهوها إلى السلطات المعنية، لم تجد صرخاتهم آذاناً صاغية، ما فاقم من وضعهم البيئي والصحي. هذه المقالع، التي تعمل دون توقف ليلاً ونهاراً، أثارت غضب الساكنة التي باتت تعاني من اختناقات ومشاكل تنفسية نتيجة الغبار الكثيف الناجم عن عمليات استخراج الموارد الطبيعية.
أضرار المقالع لم تقتصر على صحة المواطنين فقط، بل امتدت لتشل أنشطتهم اليومية التي تعد مصدر رزقهم الأساسي، كالفلاحة وتربية الماشية. الفرشة المائية تراجعت بشكل ملحوظ، ما أدى إلى صعوبات كبيرة في تلبية احتياجات الساكنة والماشية معاً، إضافة إلى تأثيرات الغبار على المحاصيل الزراعية. وشهدت الجماعة استخدام كميات كبيرة من المتفجرات والآليات الضخمة، ما زاد من حجم الدمار البيئي، ودفع العديد من الساكنة إلى التفكير في الهجرة بحثاً عن بيئة أكثر أماناً.
وفي ظل هذه الظروف، دعا تقرير برلماني إلى القضاء على العشوائية والاحتكار في قطاع المقالع، مشدداً على ضرورة وضع سياسة عمومية تراعي التنمية المستدامة وتحفظ البيئة. التقرير طالب بتبني مقاربة شمولية ومنسجمة لضمان تنظيم هذا القطاع بشكل دقيق وربط المسؤولية بالمحاسبة. الهدف هو تحقيق توازن بين استغلال المقالع وتنمية المناطق المتضررة، مع ضمان حماية حقوق المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم.
24/01/2025