في مساء يوم 23 دجنبر 2023، شهد سجن “ألكالا ميكو” في مدريد حادثة هروب غير مسبوقة، حيث تمكن السجين يوسف محمد لحريش، المعروف بلقب “الباستيلا”، من الفرار عبر البوابة الرئيسية في غضون ثلاث دقائق فقط، وقد استغل لحريش، البالغ من العمر 20 عامًا والمتهم بارتكاب جريمتي قتل، تدفق الزوار الكبير بمناسبة عيد الميلاد، واندس بين عائلات النزلاء المغادرين، مغادرا السجن دون أن يلاحظه أحد.
ووفقا لتقرير نشرتها صحف إسبانية، كان لحريش قد التقى بوالديه في زيارة عائلية، وبعد انتهاء الزيارة، انضم إلى مجموعة من الزوار وخرج معهم من السجن. أظهرت كاميرات المراقبة السجين وهو يغادر مبتسمًا، محاولًا الحفاظ على مسافة معينة من عائلته لتجنب الشكوك.
وأثار هذا الهروب جدلاً واسعًا حول الإهمال الأمني داخل المؤسسة السجنية، وقد فتحت وزارة الداخلية الإسبانية تحقيقًا تأديبيًا شمل ثلاثة مسؤولين في السجن، للتحقق من ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
وبعد مطاردة استمرت قرابة الشهر، تمكنت الشرطة الألمانية من القبض على لحريش في مدينة لايبزيغ. وذكرت مصادر أمنية أن عملية الاعتقال تمت بفضل تعاون دولي وتبادل للمعلومات بين الأجهزة الأمنية في إسبانيا وألمانيا.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على الثغرات الأمنية المحتملة في السجون الإسبانية، وتثير تساؤلات حول الإجراءات المتبعة في مراقبة السجناء، خاصة أولئك المصنفين كخطرين. من المتوقع أن يؤدي هذا الهروب إلى مراجعة شاملة للبروتوكولات الأمنية داخل المؤسسات السجنية الإسبانية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
27/01/2025
