يدخل المغرب مرحلة جديدة في مسيرته الطاقية مع اقتراب بدء إنتاج الغاز الطبيعي المُسال لأول مرة في تاريخه ابتداءً من الربع الأخير من العام الجاري. حيث تستعد شركة “ساوند إنرجي” البريطانية لإنهاء بناء محطة لتسييل الغاز المستخرج من امتياز حقل “تندرارا” في شرق المملكة. من المتوقع أن تبدأ تجارب الإنتاج في الصيف المقبل، على أن يبدأ الإنتاج التجاري في الخريف بقدرة 10 ملايين قدم مكعب يوميًا، مع إمكانية رفعها لاحقًا إلى 40 مليون قدم مكعب يوميًا بفضل حقول أخرى قيد التطوير.
رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، علي الغنبوري، أكد أن قدرة المغرب على إنجاح هذا المشروع ترتكز على رؤية طاقية استراتيجية واضحة تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة المحلية. وأضاف أن تطوير حقل “تندرارا” يعكس التزام المملكة بحلول طاقية مستدامة وتعزيز الإنتاج المحلي للغاز. وفي الوقت ذاته، سلط الغنبوري الضوء على أهمية الشراكات الدولية، مثل التعاون مع “ساوند إنرجي”، التي استثمرت مبالغ كبيرة في المشروع، مؤكدًا أن البنية التحتية الجيدة، مثل خط الغاز المغاربي الأوروبي، تتيح تصدير الغاز بسهولة إلى الأسواق الأوروبية.
حقل “تندرارا” يمثل خطوة محورية في سعي المغرب لتحقيق استقلال طاقي جزئي. وبحسب غراهام ليون، الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي”، يهدف المشروع إلى تقليل الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي التي تبلغ حاليًا نحو مليار متر مكعب سنويًا. من المتوقع أن يتم بيع الغاز الطبيعي المُسال إلى شركة “أفريقيا غاز”، التابعة لمجموعة “أكوا” المغربية. ورغم التفاؤل بنجاح المشروع، نبه الغنبوري إلى التحديات المرتبطة بتكلفة البنية التحتية واستثمارات ضخمة أخرى قد تؤثر على استدامته في المستقبل.
28/01/2025