في خطوة احتجاجية تعكس حجم معاناة الطلبة الباحثين ، أصدر الفوج 2023/2024 من طلبة الدكتوراه بيانا وطنيا ينددون فيه بإقصائهم من المنحة الدراسية، معتبرين ذلك انتهاكًا لحقهم المشروع في دعم أبحاثهم العلمية.
أكد البيان أن هذا القرار يمثل خرقًا صريحًا للمساواة والعدالة، حيث وجد الباحثون أنفسهم في مواجهة قرارات تعسفية حرمتهم من حق يضمنه القانون والدستور. وبحسب البيان، فإن نسبة الإقصاء وصلت إلى 70%، رغم الالتزامات المسبقة التي تشير إلى أحقية جميع الباحثين غير الموظفين وغير الأجراء في الاستفادة من المنحة.
الطلبة الباحثون حاولوا طرق كل الأبواب المتاحة لاستفسار الجهات المعنية. البداية كانت بمراسلة الجامعات، التي نفت مسؤوليتها عن الملف، وحمّلتها للوزارة المركزية، بينما الأخيرة بدورها أحالت الأمر مجددًا إلى الجامعات، في حلقة مفرغة من تبادل المسؤوليات.
كما تقدم الطلبة بعريضة مطلبية جماعية، إلا أنها قوبلت بالتجاهل، ولم يتلقوا أي رد يوضح أسباب هذا الإقصاء أو إمكانية معالجة الوضع. وبلغت ذروة المعاناة يوم 24 يناير 2025، حين توجهت لجنة تمثيلية إلى مقر الوزارة لتقديم طلب استعجالي، لكنهم وُوجهوا بالتجاهل وتركوا لساعات طويلة تحت أشعة الشمس دون أن يتم استقبالهم أو فتح حوار جاد معهم.
يطالب الطلبة الباحثون بتعميم المنحة على جميع الأفواج، مع التراجع عن قرارات غير منطقية، كتحديد النسبة في 30% لفوج 2023/2024، و70% للأفواج الجديدة. كما دعوا إلى إلغاء تسقيف السن كشرط للاستفادة، وإعادة النظر في ما يسمى “منحة التميز”، التي وصفوها بالتمييزية لحرمانها طلبة يعملون على أطروحات استراتيجية.
بعد استنفاد كل الوسائل القانونية والتواصلية، أعلن الطلبة عن استعدادهم لتنظيم إنزال وطني سلمي أمام المؤسسات المعنية بالتعليم العالي، مؤكدين أن مطلبهم ليس رفاهية، بل حق طبيعي ومشروع.
ختم الباحثون بيانهم، داعين الرأي العام الوطني، الأسر، والمنظمات الحقوقية للتضامن معهم في معركتهم لاسترجاع حقهم الضائع. إن دعم البحث العلمي ليس مجرد مطلب فردي، بل ضرورة لتنمية البلاد ومواكبة التقدم العالمي.
تشمل قائمة الجامعات التي يمثلها الطلبة المتضررون: محمد الخامس بالرباط، الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد الأول بوجدة، سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وغيرها من الجامعات المغربية التي يشتكي طلبتها من تجاهل معاناتهم.
هل ستستجيب الجهات المسؤولة لصرخة الباحثين أم سيظل الحلم العلمي رهين قرارات عشوائية؟ الأيام المقبلة ستكشف ذلك.
28/01/2025