كما أوردت جريدة “كواليس الريف” أول أمس ، وفي تفاصيل العملية الأمنية النوعية، ألقت الشرطة الوطنية القبض على شاب في مدينة مليلية المحتلة بتهمة الاعتراف الزائف بأبوة طفل حديث الولادة، وهو ابن لسيدة مغربية، وذلك مقابل أكثر من 1,000 يورو. ويهدف هذا الاحتيال إلى تمكين الطفل من الحصول على وثيقة الهوية الوطنية الإسبانية (DNI) ومنح والدته بطاقة إقامة قانونية في إسبانيا.
ووفقًا لمتحدث باسم المديرية العامة للشرطة، لم يكن الشاب المعتقل وحده في هذه الجريمة، حيث تم أيضًا القبض على والدة الطفل وشقيقها، الذي لعب دور الوسيط في ترتيب دخول الأم إلى مليلية والتواصل مع الرجل الذي ادعى زورًا أبوته للمولود. كما باشرت السلطات إجراءات قانونية لإلغاء وثيقة الهوية الوطنية التي حصل عليها الطفل نتيجة لهذا الاحتيال.
بدأت خيوط القضية تتكشف بعد تحقيق أجرته وحدة مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية وتزوير الوثائق (UCRIF)، عندما أدلى الشاب الإسباني، البالغ من العمر 24 عامًا والمقيم في مليلية، باعترافه بأنه قبل عدة أسابيع وافق على تسجيل الطفل المولود حديثًا – الذي وضعته والدته المغربية في مستشفى مليلية الإقليمي – على أنه ابنه البيولوجي.
وكشف التحقيق أن الشاب حصل على مبلغ يفوق الألف يورو لقاء هذا الفعل، وهو مبلغ دفعه مواطن مغربي مقيم في مليلية، كان هو من عرض عليه الصفقة قبل فترة وجيزة من الولادة.
بحسب المتحدث باسم الشرطة، انتقل الشاب إلى المستشفى لاستكمال المستندات الرسمية المطلوبة، ثم توجه لاحقًا إلى عدة مؤسسات حكومية، حيث نجح في تسجيل الطفل في السجل المدني لمليلية، واستصدر له وثيقة الهوية الوطنية الإسبانية (DNI)، كما سجل بياناته في مكتب الضمان الاجتماعي.
لكن مع تقدم التحقيقات، تأكدت الشرطة الوطنية من أن الاعتراف بالأبوة كان مزورًا، وأن الشخص الذي قام بدور الوسيط هو شقيق والدة الطفل، الذي سهل دخولها إلى مليلية عبر طلب إقامة خاص بالأجانب (خطاب دعوة)، مما مكنها من الحصول على تأشيرة دخول.
وأوضحت الشرطة أن الغرض من هذا الاحتيال كان خداع السلطات الإسبانية لإيهامها بوجود علاقة أبوية حقيقية بين الرجل الإسباني والمولود المغربي، ما يسمح للطفل بالحصول على الجنسية الإسبانية. وبعد ذلك، كانت الأم تخطط لاستخدام وضع ابنها القانوني للحصول على الإقامة في إسبانيا والاستفادة من جميع الحقوق والمزايا التي تأتي معها.
وأكدت التحقيقات أن الأم، بعد أن حصل طفلها على جواز السفر الإسباني، سارعت إلى التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة لأسباب استثنائية (التجذر العائلي) لدى مكتب الهجرة في مليلية.
وأشار المتحدث باسم الشرطة إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تحاول فيها الأم المغربية الحصول على إقامة في إسبانيا. فقد سبق لها، عند دخولها مليلية قبل شهر، تقديم طلب إقامة لأسباب استثنائية بدعوى “التجذر الاجتماعي”، لكن طلبها قوبل بالرفض. وبعد هذا الرفض، يبدو أنها لجأت إلى مخطط جديد عبر استغلال وضع ابنها القانوني لتحقيق هدفها.
إلى جانب اعتقال والدة الطفل وشقيقها، يجري التحقيق معهما بتهم تتعلق بانتهاك حقوق المواطنين الأجانب والتزوير. كما بدأت وحدة توثيق الأجانب إجراءات تأديبية ضد الأم. أما بالنسبة للطفل، فقد تم الشروع في إجراءات قانونية لإلغاء جنسيته الإسبانية، بعدما ثبت أن حصوله عليها تم عبر التلاعب والاحتيال.
30/01/2025
