تصاعدت المخاوف في المغرب بعد العثور المتكرر على رؤوس حمير وجثث كلاب في حاويات القمامة، مما دفع جمعيات حماية المستهلك إلى دعوة المواطنين لليقظة والحذر من استهلاك لحوم قد تكون مجهولة المصدر. وجاءت هذه التحذيرات في ظل بحث المستهلكين عن بدائل أرخص للحوم الحمراء، التي تجاوزت أسعارها في معظم المحلات 110 دراهم للكيلوغرام. كما شددت الجمعيات على ضرورة تعزيز رقابة السلطات المختصة لضمان جودة المنتجات الغذائية وحماية صحة المستهلك.
ولم يكد يمر ثلاثة أسابيع على العثور على رؤوس حمير قرب حاويات القمامة في مدينة المحمدية، حتى اهتز الرأي العام مجدداً بعد العثور على بقايا عظام كلاب في حي بوركون بالدار البيضاء. كما أثار فيديو لضبط السلطات المحلية كلاباً مجمدة في أحد محلات الجزارة بحي “الباطوار” صدمة واسعة، وسط مخاوف من أن تكون موجهة للاستهلاك البشري. واعتبرت جمعيات المستهلك أن ارتفاع أسعار اللحوم أدى إلى تفشي الغش، ما يستدعي تكثيف المراقبة من قبل مكاتب حفظ الصحة ومفتشي “أونسا” ووزارة الداخلية والدرك الملكي.
من جانبه، أكد عبد الكريم الشافعي، نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، أن العثور على لحوم مختلطة بلحم الكلاب يعد “كارثة”، مشيراً إلى أن الغلاء يحفز الغش في مختلف المنتجات، مثلما حدث مع كميات كبيرة من الزيوت المغشوشة التي ضُبطت في مراكش. كما شدد على أهمية تشديد المراقبة داخل محلات الجزارة، وعدم الاكتفاء بمعاينة اللحوم المعروضة فقط، بل تفتيش المجمدات لضمان سلامة المنتجات. في المقابل، ألقى وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، باللوم على الجهات الرقابية التي قال إنها لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب، مطالباً برفع وتيرة التدخلات وتشديد المراقبة لحماية المستهلكين من ممارسات غير قانونية قد تعرض صحتهم للخطر.
30/01/2025