شهدت مدينة ألميريا بجنوب إسبانيا، تصعيدًا في التوترات الأمنية بعد تعرض عدد من رجال الشرطة لإصابات خطيرة، أحدهم في حالة حرجة، جراء تعرضهم لإعتداء عنيف من قبل مهاجرين غير نظاميين.
يأتي هذا الحادث ليؤكد المخاوف المتزايدة بشأن النقص الحاد في الموارد الأمنية والضغوط المتزايدة على قوات الشرطة الإسبانية في مواجهة تدفق المهاجرين السريين عبر السواحل الجنوبية.
وألقت الشرطة الوطنية الإسبانية القبض على ثلاثة من بين أربعة مهاجرين كانوا على متن قارب للهجرة غير الشرعية تم اعتراضه قرب ساحل كابو دي غاتا ( ألميريا ) ، وبينما خضع الركاب لإجراءات الفحص الأمني، تطورت الأحداث بشكل مفاجئ عندما قام اثنان من المهاجرين بمهاجمة رجال الشرطة بعنف أثناء نقلهم إلى مركز الاستقبال المؤقت للأجانب ( CATE ) ، مما أدى إلى إصابات متعددة في صفوف الضباط، بما في ذلك كسر في الساق وتمزق في الأربطة لأحدهم.
وكشف التحقيق أن أحد المهاجرين المعتقلين كان مطلوبًا بموجب مذكرة توقيف أوروبية صادرة عن السلطات الفرنسية، حيث يواجه حكمًا بالسجن لمدة 30 عامًا بسبب جرائم خطيرة، مما أثار تساؤلات حول كيفية تمكنه من مغادرة فرنسا والوصول إلى المياه الإسبانية في محاولة واضحة للهروب من العدالة والبدء بحياة جديدة في إسبانيا.
بناءً على قرار قضائي، تم إيداع المعتقلين السجن الاحتياطي بانتظار استكمال التحقيقات، بينما يستمر البحث عن المسؤولين عن تنظيم رحلة القارب، حيث يشتبه في تورط شبكة لتهريب البشر في تسهيل هذه العملية.
وفي هذا السياق، ندد اتحاد الشرطة (SUP) بالنقص المزمن في عدد الضباط المكلفين بمراقبة الحدود والتعامل مع التدفقات المستمرة لقوارب الهجرة، مشيرًا إلى أن الوضع في ألميريا وكارتاخينا بات حرجًا للغاية، إذ يضطر عدد قليل من الضباط إلى مواجهة أعداد متزايدة من المهاجرين دون دعم كافٍ.
وأكدت تقارير الشرطة أن في بعض الحالات، لم يكن هناك سوى ضابطين فقط للتحكم في عملية إنزال العشرات من المهاجرين، مما اضطر السلطات إلى سحب عناصر من مهام أخرى، مما أدى إلى ثغرات أمنية خطيرة. وأشارت مصادر أمنية إلى أن هذا الوضع أثر على قدرة الشرطة في التعامل مع الجرائم الخطيرة، حيث تعذر على الدوريات الاستجابة لحوادث قتل بسبب انشغال جميع العناصر بالتعامل مع تدفق المهاجرين.
31/01/2025