مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية في 2026، بدأت الأحزاب السياسية في المغرب إعادة نشاطها من جديد على الساحة السياسية بعد فترة طويلة من الغياب. ففي الوقت الذي أغلقت فيه أغلب الأحزاب مقراتها عقب الانتخابات الماضية، بدأت تلك الأحزاب في استئجار مقرات فرعية في مختلف المدن المغربية، من شقق ومخازن، مع تعليق لافتات تحمل أسماء وأرقام الأحزاب المعنية. هذه العودة إلى المقرات لم تعد مفاجئة، حيث أصبحت ظاهرة متكررة تحدث كل خمس سنوات قبيل أي استحقاق انتخابي.
وبينما تعود الأحزاب الكبرى للاحتفاظ بمقراتها الجهوية والإقليمية، فإن غالبية الأحزاب المتوسطة والصغرى تلجأ إلى استئجار مقرات مؤقتة تمثل نقطة انطلاق لحملاتها الانتخابية فقط. سرعان ما تختفي تلك المقرات بعد إعلان النتائج، ويغلق الحزب أبوابها بعد أن تنتهي العملية الانتخابية، ليعود إلى حالة من السكون حتى تقترب الانتخابات المقبلة. هذا التحول يثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه الأحزاب في الحياة السياسية في غير مواسم الانتخابات.
في ظل هذا السياق، يلاحظ المواطنون أن العلاقة بين الأحزاب والمجتمع المدني تتسم بالقطيعة طوال معظم فترات الولاية الانتخابية، ويقتصر وجود الأحزاب على الحملات الدعائية والمقرات التي تفتح أبوابها لفترة قصيرة. مع مرور الوقت، تظل هذه الظاهرة تثير الانتقادات والشكوك حول جدوى وفعالية الأحزاب في تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق تطلعاتهم بعيدًا عن دوامة الانتخابات.
31/01/2025