أكد السفير الإسباني في الرباط، إنريكي أوجيدا فيلا، أن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا تمر اليوم بأفضل لحظاتها في التاريخ، مشيرًا إلى أن البلدين شريكان استراتيجيان. جاء ذلك خلال حفل تقديم البرنامج السنوي للأنشطة الثقافية الإسبانية في المغرب لعام 2025، والذي عُقد صباح اليوم في مقر إقامته بالرباط.
نظّمت السفارة الإسبانية في المغرب ومعهد سيربانتيس هذا الحدث لأول مرة في المملكة. وشارك فيه كل من المدير العام لمعهد ثيربانتيس، لويس غارسيا مونتيرو، ومديرة الثقافة في المعهد، راكيل كالييا، ومدير العلاقات الثقافية والعلمية في الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، سانتياغو هيريرو.
يبرز هذا الحدث قوة العلاقات الثنائية في المجالات العلمية والثقافية والفنية والتعليمية، كما يهدف إلى تعزيز الروابط بين البلدين وتشجيع التبادل الثقافي. وحضر الحفل شخصيات بارزة من الأوساط الثقافية والدبلوماسية.
وأكد السفير الإسباني أن العلاقات الثقافية جزء لا يتجزأ من التاريخ الطويل بين البلدين، مشددًا على أهمية العلاقات الفنية والرياضية والثقافية المشتركة.
وأشار السفير إلى أن اللغة الإسبانية تحظى بمكانة متميزة في المغرب، مضيفًا أنه يطمح إلى تنظيم معرض للكتاب باللغة الإسبانية في المملكة لدعم هذه الديناميكية.
من جانبه، أكد لويس غارسيا مونتيرو، مدير معهد سيربانتيس والشاعر الإسباني، أن اللغة الإسبانية ليست مجرد كلمات، بل تمثل قيمًا ديمقراطية وحقوقًا إنسانية وتعزيزًا للتفاهم بين الشعوب، لا سيما في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم. كما أوضح أن المعهد لا يروّج فقط للثقافة الإسبانية، بل يشجع جميع الثقافات الناطقة بالإسبانية، مشيرًا إلى أن غالبية المتحدثين بالإسبانية ليسوا من إسبانيا، بل يتركزون في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأفريقيا.
وأضاف مونتيرو: “نحن عائلة واحدة، ولا أحد يملك هذه اللغة. بالنسبة لإسبانيا، المغرب يعد نقطة مرجعية أساسية لأننا نعتبر أنفسنا جسرًا بين إفريقيا وأوروبا”.
شدد مونتيرو على أهمية التعاون مع المؤسسات المحلية في جميع المجالات، مؤكدًا أن تعزيز الحوار مع المؤسسات الحكومية والثقافية المغربية يمثل أولوية. كما أبدى اهتمامًا بالمشاركة في المهرجانات السينمائية والموسيقية، وتعزيز التبادل الثقافي الإسباني-المغربي.
وأكد أن العلاقات الثقافية تظل رمزًا للصداقة ولا تتأثر بالخلافات السياسية أو الأزمات، داعيًا إلى تعزيز دور المرأة في الثقافة والعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى توفير فرص ثقافية أكبر للشباب والأطفال.
وفي ختام حديثه، أشار مونتيرو إلى كأس العالم 2030، الذي ستنظمه كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال، قائلاً: “سيكون رائعًا فوز المغرب أو إسبانيا، ولكن حتى لو لم يفز أحد، فإننا سنستغل هذه الفرصة لتعزيز الحوار وبناء عالم أفضل”.
من جانبه، أكد سانتياغو هيريرو، مدير العلاقات الثقافية والعلمية في الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي مع دول أمريكا اللاتينية، مشددًا على أهمية توسيع نطاق الأنشطة الثقافية الإسبانية في المغرب لتشمل مدنًا أخرى غير الرباط والدار البيضاء.
بدورها، صرحت راكيل كالييا، مديرة الثقافة في معهد سيربانتيس، أن تنظيم هذا الحدث لأول مرة يعكس التزام السفارة الإسبانية بتعزيز اللغة الإسبانية والعلاقات الثقافية مع المغرب، مشيرةً إلى أن اللغتين العربية والإسبانية لديهما الكثير لتقديمه لبعضهما البعض.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن “المغرب هو أفضل منصة لتعزيز استراتيجيتنا في إفريقيا. وجودنا هنا يهدف إلى بناء مساحات للحوار والتواصل الثقافي، وهذا لا يمكن تحقيقه دون التعاون مع المؤسسات المغربية”.
وأعلنت عن زيارة مرتقبة للكاتب النيكاراغوي سيرخيو راميريز، الحائز على جائزة سيربانتيس، إلى المغرب في إطار هذا التعاون الثقافي.
31/01/2025