في موقف عربي موحد، رفض وزراء خارجية السعودية وقطر ومصر والأردن، إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية، مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، واصفين الخطة بأنها تهديد لاستقرار المنطقة وتقويض لآفاق السلام.
وجاء ذلك خلال اجتماع عقد في القاهرة، اليوم السبت 1 فبراير الجاري، حيث ناقش الوزراء تطورات الهدنة في غزة، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، وفي بيان مشترك، شدد المجتمعون على أن “الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني لا يمكن إنكارها، سواء من خلال التهجير القسري، أو هدم المنازل، أو ضم الأراضي”.
فاقتراح ترامب، الذي وصف غزة بأنها “موقع هدم” يستوجب إعادة توطين سكانه، قوبل برفض حاد ليس فقط من الدول العربية، بل أيضاً من الحكومات الأوروبية، كما أعلنت القاهرة وعمان رفضهما القاطع للخطة، رغم أنها طُرحت سابقًا من قبل حكومة بنيامين نتنياهو خلال الأشهر الأولى من الحرب.
وأكد البيان العربي دعم تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة بعد الحرب، باعتبارها جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما يسمح للمجتمع الدولي بالتعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وفي تصعيد للموقف الشعبي، خرج آلاف المصريين في مدينة رفح، الجمعة، احتجاجا على أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وقال أحد المتظاهرين: “نقول لا لأي تهجير على حساب مصر”.
بدوره، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه للمبادرة، فيما أعلن نتنياهو أن إسرائيل لن تشارك في أي تهجير قسري للفلسطينيين، مشددًا على التزامه بحل الدولتين.
وعلى صعيد إنساني، شهد معبر رفح الحدودي مع غزة فتح أبوابه لأول مرة منذ بدء الهدنة، حيث غادرت مجموعة من الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة القطاع لتلقي العلاج، بينهم خمسون طفلا مريضا، في خطوة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة.
الرفض العربي والدولي لمقترح ترامب يؤكد أن أي حل لأزمة غزة يجب أن يكون ضمن إطار يحترم حقوق الفلسطينيين، بعيدًا عن سياسات التهجير القسري التي من شأنها تأجيج الصراع بدلًا من حله.
01/02/2025