في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ نحو 15 عامًا، يلتقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع اليوم الثلاثاء، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة. تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، إذ من المتوقع أن تركز المحادثات على قضايا متعددة تتعلق بالوضع في سوريا، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين. مصادر مطلعة أشارت إلى أن الاتفاقات الدفاعية ستكون على رأس جدول الأعمال، وخاصة فيما يتعلق بإنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا.
وتنقل التقارير أن محادثات الشرع وأردوغان ستشمل أيضًا مسألة تدريب الجيش السوري الجديد، وهو ما قد يمثل تطورًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين. في الوقت ذاته، يبدو أن مثل هذه الاتفاقات ستثير قلق قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي سبق وأعلنت عن استعدادها لتسليم أسلحتها والانضمام إلى الجيش السوري في حال تم التوافق على شكل الحكومة والدستور المستقبلي. هذا في ظل التوتر المستمر بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت قد دعمت المعارضة السورية المسلحة لأكثر من عقد من الزمان، كما نفذت عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد داخل الأراضي السورية، ما أسفر عن سيطرتها على ثلاث مدن في الشمال الغربي والشرق السوري. ومع اندلاع معارك جديدة في ديسمبر الماضي بين القوات المدعومة من تركيا والقوات الكردية في الشمال الشرقي، تواصل أنقرة التحضير لمستقبل العلاقات مع دمشق. وفي خطوة غير مسبوقة، زار رئيس المخابرات التركي إبراهيم كالين دمشق بعد الإطاحة ببشار الأسد، بينما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أول مسؤول تركي رفيع يزور العاصمة السورية في مرحلة ما بعد الأسد