رغم الإتفاق بجعلها خالية ومنزوعة السلاح … الجيش الإسباني يقتحم جزيرة ليلى المغربية مجددا وسط غموض يحيط بالقضية !

في تطور غريب، توجهت عناصر من الخدمة البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني، بعد ظهر الثلاثاء، إلى جزيرة ليلى (پيريخيل) بعد تلقيهم بلاغًا بضرورة مغادرة قاعدتهم في ميناء سبتة والتوجه إلى المنطقة للتحقق من وجود أي أشخاص هناك.

ولكن المفاجأة كانت أن الحرس المدني لم يجد سوى حوالي 20 رأسًا من الماعز، دون أي أثر لراعيها، وفقًا لمصادر جريدة El Faro de Ceuta. لا يزال الغموض يحيط بكيفية وصول هذه الحيوانات إلى الجزيرة، حيث لم يتم رصد أي قارب أو وسيلة نقل قد تكون استخدمت لنقلها. ومن المتوقع أن يكون على أجهزة المراقبة الأمنية تقديم تفسير لهذا الحادث غير العادي.

قبل نحو 23 عامًا، وقبل تصاعد الخلافات الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب بشأن الجزيرة، كانت امرأة تُدعى رحمة تزور الجزيرة يوميًا لرعاية أكثر من مائة رأس من الماعز، وكانت قصتها قد حظيت بتغطية إعلامية موسعة. ولكن، هذه الماعز المكتشفة حديثًا لا تعود إليها، بل لراعٍ مجهول، مما يطرح تساؤلات حول من المسؤول عن هذه الحيوانات، ولماذا اختار هذا المكان بالتحديد.

يبدو أن الجزيرة، التي كانت مسرحًا لتوترات سياسية وأمنية في الماضي، وجدت نفسها مرة أخرى في دائرة الاهتمام، لكن هذه المرة ليس بسبب صراع دبلوماسي، بل بسبب قطيع ماعز مجهول الهوية!

في حوالي الساعة 16:00، تلقى الحرس المدني أمرًا بالتوجه إلى الجزيرة للتحقق من أي وجود بشري فيها. وعادوا بتقرير مقتضب ومثير للدهشة: “ماعز”.

كانت هناك معلومات عن تحركات غير مألوفة في الجزيرة، مما استدعى تدخلاً أمنيًا سريعًا، خاصة أن المنطقة تُعتبر نقطة حساسة في العلاقات بين مدريد والرباط.

لم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه في الجزيرة. ففي يناير الماضي، وبمناسبة عيد الجيش الإسباني، تحركت وحدات الحرس المدني نحو الجزيرة بعد ورود أنباء عن وصول مهاجرين. ولكن المغرب تدخل وأوقف مجموعة صغيرة من المغاربيين الذين كانوا يرتدون بدلات غوص بالقرب من Punta Leona، كما ألقي القبض على شخصين كانا يسهلان دخولهم إلى سبتة.

كما شهدت الجزيرة في الماضي حالات دخول غير شرعي أخرى، مثل ما حدث في 3 يونيو 2014، عندما دخل عناصر مغاربة إلى الجزيرة لاستلام 13 مهاجرًا من إفريقيا جنوب الصحراء، بينهم رجال ونساء وطفل رضيع، بعد أن بقوا هناك لعشر ساعات. آنذاك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، أن المغرب لديه الحق في دخول الجزيرة بحرية وفقًا لاتفاقيات سابقة.

وفقًا لاتفاق وقعته إسبانيا والمغرب في عام 2002، تم التوافق على الحفاظ على الوضع القائم في الجزيرة، التي تدعي إسبانبا أنها تحت سيادتها ، لكنها غير مأهولة بالسكان. وينص الاتفاق على عدم تمركز أي قوات عسكرية فيها، مع إعطاء كل بلد الحق في استعادة الوضع السابق في حال حدوث تغيير غير متفق عليه.

ولكن، مع استمرار الغموض حول هذه الحادثة، يبقى السؤال:

-هل يمكن اعتبار وصول الماعز تغييرًا في الوضع القائم؟

-هل سيطالب المغرب بإعادتها أم أن الأمر سيُترك بدون تفسير؟

-ومن هو الراعي المجهول الذي أرسلها إلى الجزيرة؟

في الوقت الحالي، تبقى جزيرة ليلى، التي لطالما كانت موضع خلاف سياسي وأمني، مسرحًا للغموض مجددًا، ولكن هذه المرة بطريقة غير متوقعة، حيث أصبحت ماعز مجهولة المصدر حديث الإعلام والمراقبين السياسيين.