البعثة المغربية الإسبانية تستأنف التنقيبات الأثرية في موقع ليكسوس

استأنفت بعثة أثرية مغربية إسبانية أعمال التنقيب في موقع ليكسوس الأثري قرب مدينة العرائش، بمشاركة عشرين متخصصًا في علوم الآثار والتراث وميادين مساندة. وركزت الأبحاث على جرد وفحص المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها خلال هذا الموسم، في إطار دراسات علمية دقيقة تهدف إلى الكشف عن مزيد من أسرار هذا الموقع التاريخي العريق.

وأوضح محمد اكبيري علوي، المشرف على الفريق والأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن هذه الأبحاث تندرج ضمن برنامج بحثي حول “مصانع تمليح السمك وإنتاج الكاروم بليكسوس”، بتعاون بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وجامعة قادس، وبدعم من مديرية التراث الثقافي، وتنسيق مع محافظة موقع ليكسوس الأثري. وتركز التنقيبات الحالية على عدة نقاط بالحي الصناعي، شملت مجالات خضعت سابقًا لمسح جيوفيزيائي، حيث تم فتح استبار للتحقق من وجود أفران إنتاج الأمفورات التي كانت تستعمل لنقل وتسويق الكاروم.

وتهدف هذه الأبحاث إلى استكشاف مجالات أخرى من مصانع الكاروم التي كانت تصدر منتجاتها إلى أرجاء الإمبراطورية الرومانية، إضافة إلى البحث في القسم الغربي من الموقع، حيث تم فتح ورش جديد قرب الحي الصناعي. كما تسلط البعثة الضوء على دراسة بعض البنيات الأثرية المحتملة لعلاقتها بمنشآت ميناء ليكسوس، الذي كان مركزًا تجاريًا مهمًا في حوض البحر الأبيض المتوسط عبر العصور. وبالتوازي مع هذه الأبحاث، تواصل البعثة التنقيب في القسم الشرقي من الموقع، خاصة بمنطقة مقبرة رومانية قديمة، إلى جانب دراسة بعض الأحواض المستخدمة في تمليح السمك، بهدف تحديد طبيعة الموارد البحرية التي كانت تحول في الموقع وآخر الفترات الزمنية لهذا النشاط الاقتصادي.