kawalisrif@hotmail.com

تونس قيس السعيد تحتجز الأفارقة السود في مسالخ

تونس قيس السعيد تحتجز الأفارقة السود في مسالخ

كشف تقرير حقوقي جديد عن تورط السلطات التونسية في شبكة ممنهجة للاتجار بالبشر، تستهدف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء عبر خمس مراحل تبدأ بالاعتقالات العنيفة وتنتهي ببيعهم للميليشيات الليبية. وأوضح التقرير، الذي قُدم في 4 فبراير 2025 للأحزاب اليسارية في البرلمان الأوروبي، أن أجهزة الأمن التونسية، بما في ذلك الشرطة والجيش والحرس الوطني، تشرف على عمليات مطاردة واحتجاز المهاجرين السود بناءً على لون بشرتهم، قبل تسليمهم إلى تجار البشر على الحدود الليبية مقابل المال أو سلع مثل الوقود والمخدرات.

ويستند التقرير الصادر عن اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس إلى ثلاثين شهادة موثقة لمهاجرين تعرضوا لهذه الانتهاكات بين يونيو 2023 ونونبر 2024، متهمًا قوات الأمن التونسية، بما في ذلك الشرطة والحرس الوطني والجيش، بالتورط المباشر في هذه العمليات. وقالت اللجنة إن المحتجزين، بمن فيهم نساء حوامل وأطفال، للعنف الجسدي والجنسي، والحرمان من الطعام والرعاية الطبية، في معسكرات احتجاز وصفت بأنها أشبه بـ”مسالخ بشرية”.

صناعة الرعب: آلة الدولة للاتجار بالبشر

يروي الناجون تفاصيل مروعة عن سوء المعاملة في مراكز الاحتجاز المؤقتة وعلى الحدود. حيث يُجبر المهاجرون على البقاء في العراء لأسابيع دون طعام كافٍ أو رعاية طبية، فيما يتم ضربهم بالسياط والعصي الكهربائية، وتوثيقهم في أوضاع مهينة أمام كاميرات الهواتف. وتصف شهادات عدة كيف يتم اغتصاب النساء في معسكرات الاحتجاز أو بيعهن مباشرة لمهربي البشر، في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ أشكال العبودية الحديثة.

ويأتي هذا التقرير وسط تصاعد التنديد الدولي بالممارسات التونسية ضد المهاجرين، والتي تفاقمت بسبب الخطاب الرسمي المناهض لهم. ويوثق شهادات مروعة عن الاعتقالات العشوائية، العنف الجسدي والجنسي، وترك الضحايا في أوضاع إنسانية كارثية على الحدود. وتطالب منظمات حقوقية بفتح تحقيق دولي حول هذه الانتهاكات، في ظل ما وصفه التقرير بأنه سياسة ممنهجة للدولة تتجاوز الطرد القسري إلى بيع المهاجرين واستغلالهم.

وأشار التقرير إلى أن الضحايا الذين يتم تسليمهم للميليشيات الليبية ينتهي بهم المطاف في سجون سرية حيث يتعرضون للتعذيب، العبودية، والابتزاز، إذ تطالب العصابات المسلحة عائلاتهم بدفع فدية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم. وتحظى النساء، اللواتي يتم بيعهن بأسعار أعلى، بمصير أكثر مأساوية، حيث يقعن في شبكات الاتجار بالجنس تحت ظروف قاسية. ووثقت الشهادات الثلاثون التي استند إليها التقرير شهادات صادمة عن انتهاكات ترتكب بحق المهاجرين بغطاء رسمي، ما يعكس تواطؤًا منهجيًا يجعل من هذه الجرائم سياسة دولة.

ويربط التقرير بين هذه الانتهاكات واتفاقيات الهجرة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، حيث يُنظر إلى الأموال الأوروبية المقدمة لدعم “إدارة الحدود” على أنها تمويل غير مباشر لهذا النظام الوحشي. ويطالب التقرير بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، ومساءلة الحكومة التونسية عن تورطها في انتهاكات قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. ومن جهتها، تواصل المنظمات الحقوقية تحذيرها من تصاعد موجة العنصرية والعنف ضد المهاجرين في تونس، في ظل خطاب رسمي يشجع هذه الممارسات بدلًا من إدانتها.

ويحذر التقرير من أن ممارسات تونس لم تعد تقتصر على الأراضي الوطنية، بل امتدت إلى عمليات إغراق المهاجرين في مناطق صحراوية معزولة على الحدود مع ليبيا والجزائر، حيث يُتركون لمصيرهم في ظروف قاسية دون ماء أو غذاء. وتتحول هذه المناطق إلى مقابر مفتوحة، حيث تم الإبلاغ عن حالات وفاة بسبب الجوع والجفاف، فيما يتم العثور على ناجين في حالات صحية كارثية. وتشير شهادات الناجين إلى أن بعضهم تعرض لإطلاق النار أثناء محاولته العودة إلى تونس، ما يؤكد وجود سياسة ممنهجة لإبعاد المهاجرين بأي ثمن، ولو أدى ذلك إلى موتهم.

وكالات :

07/02/2025

Related Posts