تراجع القنصل العام لإسرائيل في جنوب غرب المحيط الهادئ، إسرائيل بشار، عن تصريحاته التي أشار فيها إلى إمكانية ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى المغرب، واصفا إياها في البداية بأنها “غير لائقة”، قبل أن يعدل توصيفه لاحقا إلى “غير دقيقة”، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية حول دوافع هذا التصحيح أو السياق الذي وردت فيه تصريحاته الأصلية.
وجاءت تصريحات بشار في مقابلة مع صحيفة التليغراف البريطانية، حيث تحدث عن سعي إسرائيل لإيجاد وجهات بديلة لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة بعد رفض كل من مصر والأردن استقبالهم.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أشار الدبلوماسي الإسرائيلي، خلال حديثه مع شبكة CBS News، إلى أن هناك ثلاث وجهات محتملة قد تكون خيارا لترحيل الفلسطينيين إليها، وهي المغرب، الصومال، وبونتلاند، المنطقة ذات الحكم الذاتي المتاخمة للصومال.
وعلى الرغم من ورود اسم المغرب في هذه التصريحات، لم يصدر أي موقف رسمي من السلطات المغربية يؤكد أو ينفي هذه المزاعم، كما لم تعلن الرباط عن أي استعداد لاستقبال فلسطينيين مرحلين من غزة، وذلك في سياق رفض المغرب الثابت لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعمه المستمر لحل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبرها الكثيرون محاولة لتصدير الأزمة الفلسطينية إلى دول أخرى، بدلا من البحث عن حلول جذرية وعادلة للقضية، في وقت يتصاعد فيه التوتر حول الوضع في غزة، وسط تداعيات إنسانية كارثية تهدد مصير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرح خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة”، وإن الفلسطينيين الذين يعيشون فيه سيتم إعادة توطينهم في دول أخرى، وهو الطرح الذي قوبل برفض واسع من حلفاء وخصوم واشنطن على حد سواء، حيث ينظر إلى أي محاولة لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين كخطوة تصعيدية من شأنها تأجيج الصراع بدلا من حله .
متابعة:
08/02/2025