في جماعة النكور، بإقليم الحسيمة، يبدو أن إصلاح مصابيح الإنارة العمومية لم يعد مجرد خدمة عمومية، بل تحول إلى “لعبة الولاءات”، حيث تتحكم الحسابات الانتخابية في تحديد من يستحق النور ومن يجب أن يعيش في العتمة !
بطل هذه الملحمة التقنية ليس سوى عضو بجماعة النكور، وهو ملحق بالعمال العرضيين بالجماعة باسم شخص آخر ، بتوجيه من رئيس الجماعة محمد الحاج سعيد ، لتفادي حالة التنافي .
لكن الإثارة لا تتوقف هنا، فالرجل المستشار الجماعي الذي يتقاضى أجره منها ، كتقني ، لم يكتفِ بإصلاح المصابيح، بل أضاف لمسة إبداعية على وظيفته، حيث أصبح يعتمد على “خوارزمية سياسية متطورة” في تحديد المناطق التي تستحق الإنارة.
فإذا كان الشخص من الموالين لرئيس الجماعة، فهنيئًا له ، ستضيء مصابيحه في لمح البصر! أما إذا كان من سكان منطقة لا توالي “رئيس الصدفة”، فلا داعي للقلق، فـ “الظلام نعمة، وهو يساعد على التأمل والهدوء” !.
أما سكان الدواوير التي تُركت تغرق في العتمة، فقد بدأوا يفكرون في تنظيم “حفلات سمر على ضوء القمر” ، أو ربما سيلجؤون إلى استخدام المصابيح اليدوية كبديل مؤقت، في انتظار أن تتغير الولاءات السياسية، أو أن “يتحنن” عليهم المسؤولون بجرعة من الضوء!
وهكذا، تتحول أبسط الخدمات العمومية إلى أدوات للابتزاز السياسي، فيما يتفرج المواطن المسكين على هذه المسرحية الهزلية التي لا تنتهي. فهل سنرى يومًا رئيسًا يفهم أن الكهرباء يجب أن تضيء الشوارع، وليس الحسابات الانتخابية ؟.
09/02/2025