تُعدّ مؤسسة ابن الهيثم الثانوية التأهيلية بمدينة العروي، التابعة لإقليم الناظور، واحدة من المؤسسات التعليمية التي تعاني من تهميشٍ واضح، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية لمرافقها الرياضية. رغم أهمية الرياضة كجزء أساسي من الحياة المدرسية ودورها الكبير في تطوير شخصية المتعلم على جميع المستويات، إلا أن الفضاء الرياضي بهذه المؤسسة يشهد إهمالًا مستمرًا، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم والأنشطة الموازية.
منذ تأسيسها عام 1986، ورغم الجهود التي تبذلها الأطر التربوية والإدارية وجمعية آباء وأولياء التلاميذ، فإن البنية التحتية للمؤسسة، خاصة الفضاء الرياضي، لم تشهد تحسينات تُذكر. الملاعب الرياضية التي كانت في الماضي فضاءً للحصص الدراسية والنشاطات الترفيهية، أصبحت اليوم في وضعية كارثية، إذ تحولت إلى أماكن غير صالحة للاستعمال، بل أضحت تشكل خطرًا على التلاميذ، في ظل تهالك التجهيزات الرياضية وعدم صيانتها.
إلى جانب ذلك، أصبحت هذه المساحة مطرحًا لنفايات البناء، وهو ما يُشوّه جمالية المؤسسة ويزيد من معاناة التلاميذ والأساتذة على حد سواء. رغم نداءات الطاقم التربوي والتلاميذ وأولياء الأمور، إلا أن الجهات المسؤولة لم تتفاعل بشكل جدي مع هذه الأزمة، ما جعل المؤسسة خارج دائرة الاهتمام الرسمي.
يُشكّل غياب فضاء رياضي مناسب عائقًا كبيرًا أمام التلاميذ الذين يُحرمون من ممارسة الرياضة، التي تعدّ عنصرًا أساسيًا في تنمية قدراتهم الجسدية والعقلية. الرياضة المدرسية ليست مجرد نشاط ثانوي، بل هي ركيزة أساسية في بناء شخصية الطلاب وتعزيز صحتهم البدنية والنفسية.
ويبقى الوضع المتردي للفضاء الرياضي بمؤسسة ابن الهيثم التأهيلية بالعروي هو نموذج صارخ للتهميش الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية في المغرب، خاصة القديمة منها. إن الرياضة ليست ترفًا، بل هي عنصر أساسي في تكوين شخصية التلميذ وإعداده لمستقبل صحي ومتوازن ، وعلى الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، أن تتحمل مسؤولياتها في إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة، وتجهيزها بملاعب رياضية تليق بمستوى تطلعات التلاميذ والأساتذة، بما يسهم في خلق بيئة تعليمية متكاملة توفر للطلاب كل الوسائل الضرورية لتحقيق النجاح والتفوق.