أعلن دانييل فينتورا، مستشار البيئة في مدينة مليلية المحتلة، عن شراء آلة صناعية جديدة لسحق النفايات، وذلك خلال زيارته الأخيرة لمركز النفايات في المدينة يوم الجمعة الماضي.
وأوضح فينتورا أن هذه الآلة ستساعد بشكل كبير في تقليل حجم بعض النفايات التي يتم إرسالها إلى شبه الجزيرة، مما سيسهم في خفض تكاليف النقل وتحسين استغلال المساحات ، وأشار إلى أن الجهاز سيتمكن من تقطيع إطارات السيارات وأجسام كبيرة أخرى مثل المراتب، حيث يمكن فصل القماش والإسفنج عن الأسلاك والحديد والنوابض، مما يسهل إعادة التدوير.
يأتي هذا الإجراء في سياق أزمة تدبير النفايات التي تعاني منها مليلية المحتلة بعد إغلاق الحدود مع المغرب وإنهاء التهريب المعيشي، مما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من النفايات التي كانت تجد طريقها سابقًا إلى المغرب عبر المنافذ الحدودية. فلطالما كانت مليلية تعتمد على هذه التجارة غير الرسمية لتصريف عدد كبير من السلع المستعملة والمتلاشيات، التي كانت تُنقل إلى المدن المغربية المجاورة لإعادة الاستعمال أو التدوير.
إغلاق الحدود أدى إلى تفاقم مشكلة التخلص من هذه المخلفات داخل مليلية نفسها، حيث لم يعد هناك منفذ سهل لتصريف النفايات الضخمة مثل الأجهزة الكهربائية القديمة، وقطع السيارات، والأثاث المستعمل، ما أدى إلى ضغط كبير على البنية التحتية الخاصة بمعالجة النفايات في المدينة.
وفي ظل هذا الوضع، أصبحت السلطات المحلية تبحث عن حلول بديلة، من بينها تعزيز قدرات معالجة النفايات داخليًا، وهو ما يفسر قرار شراء هذه الآلة الصناعية الجديدة التي ستساهم في تفكيك وفرز المواد القابلة للتدوير وإعادة استخدامها محليًا.
يعكس هذا القرار حاجة مليلية إلى التكيف مع واقعها الجديد بعد إغلاق الحدود، حيث لم تعد المدينة قادرة على إستعاب قاذوراتها وتصدير مخلفاتها كما كان في السابق، مما يفرض عليها إيجاد حلول داخلية مستدامة للتعامل مع النفايات وإعادة تدويرها بشكل فعال. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة هذه الإجراءات على تعويض الأثر الكبير الذي خلفه إغلاق الحدود في المجال الاقتصادي والبيئي على حد سواء.
09/02/2025