تستعد شركة “سينهليون” السويسرية الناشئة، التي تأسست عام 2016 ضمن المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، لإطلاق مشروع طموح في المغرب لإنتاج 100 ألف طن من الوقود المستدام سنوياً. ويعتمد المشروع على الاستفادة من وفرة الإشعاع الشمسي في المملكة، وتوفر المواد الخام، بالإضافة إلى وجود بنية صناعية محلية قوية. وقد أعلن جيانلوكا أمبروسيتي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، أن المشروع سيتم تنفيذه بعد نجاح مشاريع تجريبية في ألمانيا وإسبانيا، مؤكداً أن المغرب تم اختياره لظروفه المثالية التي تدعم هذا النوع من المشاريع.
يعتمد المشروع على تقنية مبتكرة تُعرف باسم “من الشمس إلى السائل” (Sun-to-Liquid)، والتي طورها باحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ. تعمل هذه التقنية على تركيز أشعة الشمس عبر حقول من المرايا المتحركة التي توجه الضوء نحو مستقبل مثبت على قمة برج. تصل درجة الحرارة الناتجة عن هذا التركيز إلى أكثر من 1000 درجة مئوية، مما يسمح بتشغيل مفاعل حراري يتم فيه إدخال غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون والماء. تنتج التفاعلات الكيميائية الناتجة بخاراً وغازات يتم تحويلها لاحقاً إلى وقود سائل يعادل في جودته الوقود التقليدي مثل البنزين والديزل والكيروسين.
تخطط “سينهليون” لاستثمار مليار دولار في هذا المشروع، الذي من المتوقع أن يبدأ إنتاجه بحلول نهاية العقد الحالي. وأوضح أمبروسيتي أن تمويل المشروع سيعتمد على مزيج من القروض المصرفية ورأس المال الخاص، بالإضافة إلى دعم مالي محتمل من حكومات أوروبية. كما تحظى الشركة بدعم مؤسسات حكومية أوروبية وشركات كبرى في قطاعات الطاقة والنقل، بما في ذلك شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” ومجموعة الطاقة الإيطالية “إيني” والموزع السويسري للسيارات “أماغ”. وتهدف الشركة إلى جعل الوقود الشمسي منافساً للوقود الأحفوري على المدى الطويل، بتخفيض تكلفة إنتاجه إلى حوالي دولار واحد للتر.
11/02/2025