يبدو أن مدينة الناظور كُتب عليها أن تبقى خارج الخريطة الرياضية الوطنية، تمامًا كما كُتب على بائع اللبن في الأسطورة أن يرى أمواله تتساقط في النهر دون أن يتمكن من إنقاذها. فالناظور، هذه المدينة التي ساهمت وما زالت تساهم في الاقتصاد الوطني، وتُرفد النخبة الوطنية بأبنائها المهاجرين، تجد نفسها محرومة من مركب رياضي يليق بمكانتها، ومُقصاة من المحافل الرياضية، في زمن يُعاد فيه رسم المشهد الرياضي تحت أنظار “مهندس الرياضة المغربية” فوزي لقجع.
الحرمان مستمر … والاهتمام محدود بحدود ملوية !
في الوقت الذي تُضخ فيه الاعتمادات السخية هنا وهناك، فإنها يبدو أنها تتوقف عند حدود وادي ملوية، وكأنها تعاني من حساسية اتجاه الناظور. أما الأقاليم ومدن الأسواق الشعبية، فحدّث ولا حرج عن الملاعب الفاخرة والمنشآت الحديثة! فإقليم بركان، على سبيل المثال، يحظى باهتمام خاص، لدرجة توقيع اتفاقية لإحداث 30 ملعبًا جديدًا بلمسة الوزير المنتدب فوزي لقجع ووزير التربية والمدير العام للعمران.
ليس هذا فحسب، بل حتى الدول “الصديقة والشقيقة”، كبلاد “جورج ويا” ليبيريا، يتم الاهتمام بتجديد ملاعبها وتركيب أحدث أنظمة تصريف المياه والعشب الاصطناعي عالي الجودة، بتمويل “جامعة لقجع”، بينما الناظور تنتظر نصيبها الذي لا يأتي!
رياضة الناظور: الضريبة التي لا تنتهي
في الوقت الذي يتم فيه التخطيط للمستقبل الرياضي في مدن أخرى، يبدو أن الناظور كُتب عليها أن تدفع ضريبة الحرمان، رغم موقعها الاستراتيجي وأهميتها الاقتصادية. فمتى ستصل الرياضة الناظورية إلى حقها الطبيعي؟ أم أن “فلوس اللبن داهم زعطوط” أصبحت القاعدة التي تُدار بها المشاريع الرياضية في هذه المدينة؟
في نسخة معاصرة من هذه الأسطورة، نجد أن مدينة الناظور، رغم موقعها كقاطرة للجهة الشرقية وتزويدها النخبة الوطنية بأبنائها المهاجرين، تُحرم من مركب رياضي يليق بمكانتها وتُقصى من المحافل الرياضية. وفي الوقت نفسه، تُضخ الاعتمادات السخية في مناطق أخرى، بينما الناظور تنتظر نصيبها الذي لا يأتي.
فهل أصبحت “فلوس اللبن” تذهب إلى “زعطوط” جديد في زمننا هذا ؟
ومع ذلك، تعيش الأوساط الرياضية بمدينة الناظور حالة من الغضب والاستياء بسبب استمرار حرمان المدينة من ملعب لكرة القدم بمواصفات مقبولة على الأقل، رغم المطالب المتكررة التي رفعتها الفعاليات الرياضية والجمعوية لسنوات دون أن تجد آذانًا صاغية من المسؤولين.
11/02/2025