شهدت فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة في المغرب وحول العالم حالة غير عادية من الحركة الانتقالية، حيث توجه العديد من لاعبي البطولة الوطنية الاحترافية إلى الدوري الليبي. الأندية الليبية استغلت الظروف المالية الصعبة التي تمر بها الأندية المغربية، وتمكنت من استقطاب أبرز اللاعبين المغاربة والأجانب، بل تجاوزت هذه الأندية بعض العقبات القانونية مثل كسر الشرط الجزائي للاعبين، مما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الهجرة الجماعية نحو ليبيا.
في هذا السياق، تعذر على أندية مثل الجيش الملكي وأولمبيك آسفي الحفاظ على لاعبيهم الأساسيين، بعدما نجحت الأندية الليبية مثل الاتحاد والنصر في دفع مبالغ كبيرة لتسديد الشروط الجزائية. فقد شهدنا انتقال توميسونغ أوريبوني من الجيش الملكي إلى الاتحاد الليبي، بينما انتقل شيخنا ساماكي من أولمبيك آسفي إلى النصر الليبي. هذه التحركات تؤكد على مدى الجاذبية التي باتت تتمتع بها الأندية الليبية، وسط ضعف القدرة المالية للأندية المغربية في مواجهة العروض المغرية.
من جهة أخرى، لم تتمكن الأندية المغربية من تعويض هذه الانتقالات، مما يزيد من تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها معظم الفرق، في ظل غياب المباريات المحلية على ملاعبها وتراكم الديون. الرحيل المستمر للاعبين المغاربة نحو الدوريات العربية يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل البطولة الوطنية، ويظل التساؤل قائمًا حول مدة استمرار هذه الظاهرة في ظل التحديات المالية الحالية.
13/02/2025