انتشر مؤخرًا مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وهو يجيب عند سؤاله عن مخطط مزعوم لنقل الفلسطينيين من غزة إلى المغرب. لكن بعد التحقق، تبيّن أن الفيديو قديم ويعود إلى عام 2020، ولا علاقة له بالأحداث الجارية أو بأي مخططات متداولة حاليًا.
يعود التسجيل الأصلي إلى فبراير 2020، حين كان بوريطة يجيب عن أسئلة الصحفيين بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن لقائه بمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، حيث اكتفى بالرد: “لا أعلّق على الصحافة”. إلا أن إعادة نشر الفيديو خارج سياقه الأصلي أثارت جدلًا واسعًا، خاصة في ظل رفض عربي واسع لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، وهي الطرح الذي برز في سياق خطة طرحها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وكان المحلل السياسي الإسرائيلي، أميت سيغال، قد أثار ضجة بعد حديثه عن المغرب كوجهة محتملة لنقل الفلسطينيين، وهو ما عززه تصريح القنصل العام لإسرائيل في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ، يسرائيل باشار، الذي أشار إلى أن المغرب قد يكون خيارًا مطروحًا. غير أن هذه الادعاءات سُرعان ما قوبلت بنفي رسمي من السلطات الإسرائيلية، حيث أكد مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط أن تصريح باشار “غير دقيق تمامًا” وتم التراجع عنه.
على المستوى الرسمي، شدد المغرب على رفضه القاطع لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. فقد أكد بيان مشترك بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره العراقي فؤاد حسين أن هذه الدعوات “تمثل سابقة خطيرة، ومخالفة لقواعد القانون الدولي، وتهدد أمن واستقرار المنطقة”.
وبذلك، يتضح أن الفيديو المتداول قديم ولا يمت بصلة للمستجدات الراهنة، فيما يظل الموقف المغربي ثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لفرض حلول غير عادلة على حساب الشعب الفلسطيني.
13/02/2025