kawalisrif@hotmail.com

تركيا تسعى للتفاوض على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بعد 40 عاما من الصراع المسلح الدامي

تركيا تسعى للتفاوض على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بعد 40 عاما من الصراع المسلح الدامي

بعد أربعة عقود من الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، تتجه تركيا نحو مسار تفاوضي جديد يهدف إلى نزع سلاح الحزب وتحقيق السلام. تأتي هذه الخطوة في ظل تغيرات سياسية وأمنية إقليمية، بالإضافة إلى تحديات داخلية تواجهها أنقرة.

في أكتوبر 2024، اقترح دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس رجب طيب أردوغان، مبادرة تدعو زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، إلى إعلان إنهاء الصراع وحل الحزب، مع إمكانية السماح له بإلقاء خطاب في البرلمان التركي. هذا الاقتراح أثار تساؤلات حول النهج الذي ستتبعه الحكومة التركية لتحقيق السلام، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية والتوترات الأمنية.

الهجوم الذي استهدف مقر شركة “توساش” للصناعات الفضائية في أنقرة في أكتوبر 2024، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، أبرز التحديات الأمنية التي تواجهها تركيا في هذا السياق. ورغم تبني حزب العمال الكردستاني للهجوم، أكد الحزب أن العملية “مخطط لها منذ فترة طويلة” وليست مرتبطة بالمستجدات السياسية.

على الصعيد الداخلي، تسعى الحكومة التركية إلى تعزيز الاستقرار ومعالجة التحديات الاقتصادية. وفي هذا الإطار، كشفت أنقرة عن خطة تنموية بقيمة 14 مليار دولار تستهدف المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق البلاد، بهدف تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة.

إقليمياً، تتزامن هذه المبادرات مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأوضاع في سوريا والعراق. وتأمل أنقرة أن يسهم تحقيق السلام الداخلي في تعزيز موقفها الإقليمي وتحسين علاقاتها مع الدول المجاورة.

ورغم هذه الجهود، تبقى هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق السلام المنشود. فالتوترات المستمرة والعمليات العسكرية المتبادلة قد تعرقل مسار المفاوضات، بالإضافة إلى الشكوك حول مدى قبول جميع الأطراف بحلول وسطية تنهي الصراع المستمر منذ عقود.

في الختام، يمثل التوجه التركي نحو التفاوض مع حزب العمال الكردستاني خطوة جريئة تهدف إلى إنهاء صراع دامٍ استمر لأربعين عاماً. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على تضافر الجهود الداخلية والإقليمية، واستعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات متبادلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

15/02/2025

Related Posts