أثارت حادثة إهمال تلميذين من الحسيمة خلال مشاركتهما في “الهاكاثون الجهوي للبرمجة بلغة Python”، المنظم يوم 14 فبراير 2025 بثانوية ابن بطوطة الإعدادية بالمضيق، موجة استياء واسع.
التلميذان، اللذان ينتميان إلى الثانوية التأهيلية فاطمة الفهرية بأيت قمرة، سافرا برفقة أستاذهما وعلى نفقتهما الخاصة، دون أي دعم من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أو مديرية الحسيمة، وعند وصولهما، فوجئا بعدم توفر استقبال رسمي أو أي ترتيبات لائقة، حيث وضعا في مبنى قديم يفتقر لأبسط شروط الإقامة، والأسوأ من ذلك، لم يتم توفير أي وجبات غذائية أو وسائل نقل، ما اضطرهما للاتصال بعائلاتهما، التي قررت إعادتهما إلى الحسيمة بعد غياب أي تدخل رسمي.
فهذه الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول تدبير المديرية الإقليمية للحسيمة للمشاركة في التظاهرات الجهوية والوطنية، حيث يبدو أن الإقليم يعاني من تهميش واضح مقارنة بباقي مناطق الجهة، خصوصًا طنجة وتطوان، اللتين تحظيان بدعم وتسهيلات أكبر.
وكما كشفت مصادر عن اختلالات في تدبير الموارد البشرية داخل مديرية الحسيمة، إذ يوجد فائض من الأساتذة غير المكلفين في بعض المؤسسات، مقابل نقص حاد في أخرى، ما يعكس سوء توزيع الكفاءات وغياب رؤية واضحة للإدارة التربوية.
وفي ظل هذه الأوضاع، برزت معطيات أخرى حول استفادة بعض المسؤولين في القطاع من رحلات استجمام إلى أوروبا، بينما يواجه التلاميذ ظروفًا قاسية خلال مشاركاتهم في المنافسات الجهوية، وأصبح هذا الوضع يطرح علامات استفهام حول غياب الرقابة والمحاسبة، ويؤكد الحاجة إلى تدخل عاجل لإصلاح الاختلالات وضمان معاملة عادلة لجميع التلاميذ، بغض النظر عن انتمائهم الجغرافي.
16/02/2025