kawalisrif@hotmail.com

إلتمسوا لعامل الحسيمة ألف عذر إذا فشل … حينما يجد مسؤول إقليمي نفسه وحيدا في مواجهة “حيتان مفترسة”

إلتمسوا لعامل الحسيمة ألف عذر إذا فشل … حينما يجد مسؤول إقليمي نفسه وحيدا في مواجهة “حيتان مفترسة”

عندما تسلّم حسن زيتوني مهامه كعامل على إقليم الحسيمة، ربما لم يكن يعلم أنه دخل حلبة مصارعة ضد “حيتان مفترسة” ليست ككل الحيتان. هذه الكائنات البرية الفريدة لا تسبح في البحر فقط ، بل تسبح في أعماق الإدارات والصفقات والمشاريع … بعضها يتغذى على المال العام، والبعض الآخر يلتهم القوانين بشهية مفتوحة، فيما تبقى البيروقراطية مجرد شباك ممزقة لا تصطاد أحدًا.

بعد سنة من تعيينه، يبدو أن العامل قد فهم أن مهمته ليست مجرد تسيير إداري، بل أشبه بمغامرة في غابة مليئة بالمفترسين … فالرجل الذي جاء بأسلوب هادئ ورزين، محملًا بخبرة تنغير وتطوان، وجد نفسه في اختبار صعب ، إما أن يروض الحيتان، أو يجد نفسه مجرد سمكة صغيرة في بركة كبيرة مليئة ب “المفترسين” .

الحسيمة، هذه المدينة التي تحظى باهتمام ملكي خاص، تبدو وكأنها مختبر لتجارب الإصلاح ومحاربة الفساد. لكن دعونا نكون صريحين، هل يستطيع عامل واحد، مهما كانت كفاءته، أن يقف في وجه “الكبار”؟ هؤلاء الذين لا يعرفون سوى لغة المصالح، والذين كلما اقتربت يد الإصلاح منهم، اختفوا في الضباب تاركين وراءهم مشاريع متعثرة ووعودًا فارغة.

الآن، بعد أكثر من سنة ، ربما اكتشف العامل زيتوني أن الرهان الحقيقي ليس على من سيفوز، بل على من سيبقى واقفًا في المعركة ؟ فالحيتان لا تختفي بسهولة، بل تتحور وتتأقلم مع كل موجة جديدة من الإصلاحات .. ليبقى السؤال الأهم: هل سيكمل عامل الحسيمة المواجهة حتى النهاية؟ أم أنه سيكتفي بدور المتفرج في عرض تراجيدي عنوانه “محاربة الفساد … ولكن الله غالب” ؟ .

17/02/2025

Related Posts