يبدو أن رجال السلطة بدائرة أوناغة ومنطقة الشياضمة ، بإقليم الصويرة قرروا أن يمنحوا أعوان السلطة تجربة وظيفية جديدة، خارج مهامهم المعتادة. فبعد سنوات من خدمة المواطنين والتنسيق الأمني، وجد هؤلاء الأعوان أنفسهم أمام وظيفة غير متوقعة: “حمالون رسميون لقفف رمضان”! نعم، لم تعد مهامهم تقتصر على تسيير الشؤون المحلية، بل أصبحوا مطالبين بحمل أكياس الدقيق والسكر والزيت على أكتافهم وكأنهم في دورة تدريبية سرية لمنافسات “أقوى رجل في العالم”!
السلطة كانت واضحة جدًا في أوامرها: “إما أن تحمل القفة على ظهرك، أو تدفع من جيبك، أو تدبر من يحلّ مكانك!” خيار ديمقراطي بامتياز، فإما أن تؤدي الدور الذي لم توقّع عليه في عقد عملك، أو تفتح محفظتك لتغطية التكلفة، أو تعثر على عامل يتحمّل عنك هذه “الوظيفة الإضافية”! أما إذا كنت تعتقد أن الرفض خيار متاح، فمرحبا بك في عالم “الاستفسارات” والتهديدات بالعزل، لأن السلطة لا تقبل بأن يناقش “جنودها” الأوامر، حتى لو كانت هذه الأوامر مستوحاة من عصر السخرة!
المعاناة لا تتوقف عند يوم واحد، بل تمتدّ على مدار تسعة أيام متتالية، حيث تصل شاحنة يوميًا محملة بمادة واحدة، ليبدأ معها الفصل اليومي من مسلسل “التفريغ الإجباري”. وكأن الأمر يحتاج إلى دراما طويلة الأمد، بدلًا من إنهائه في يوم واحد عبر توفير عمال مختصين لهذه المهمة! الأدهى من ذلك، أن أغلب هؤلاء الأعوان تجاوزوا الستين، لكن يبدو أن السلطة ترى فيهم شبابًا في قمة النشاط، قادرة على حمل الأكياس بكل خفة ورشاقة!
تنسيقية أعوان السلطة بالمغرب عبّرت عن استنكارها لهذا الأمر ، مطالبة الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزير الداخلية، بالتدخل السريع لوضع حد لما وصف ب “الاستعباد العصري” … فالمسألة لم تعد مجرد تفريغ شاحنات، بل إهانة موصوفة لأشخاص أفنوا سنوات عمرهم في خدمة الإدارة الترابية. هل المطلوب من هؤلاء الأعوان أن يكونوا رجال سلطة نهارًا وحمالين لوجستيين مساءً؟ أم أن هناك من يسعى لجعلهم نموذجًا جديدًا في “التعدد الوظيفي القسري”؟
في انتظار تدخل رسمي، يبقى أعوان السلطة أمام خيارين: إما الانخراط في نادي كمال الأجسام استعدادًا للمهمات القادمة، أو المطالبة بتعويض مالي عن خدمات “التحميل والتنزيل”، لأن العمل بالمجان لم يعد مقبولًا حتى في عالم السخرة الحديث!
18/02/2025