مرة أخرى، يخرج النظام الجزائري ببيان دبلوماسي يعيد إنتاج نفس الخطاب المستهلك، هذه المرة احتجاجًا على زيارة مسؤول فرنسي للصحراء المغربية. وبينما يتحدث النظام عن “تصفية الاستعمار” في القرن الحادي والعشرين، يظل عاجزًا عن تصفية ذهنيته من عقد الماضي.
البيان الذي عبر عن “صدمة عميقة” لا يبدو أكثر من محاولة أخرى للهروب من الأزمات الداخلية، حيث يواصل النظام توجيه بوصلته نحو قضايا خارجية، بينما تظل مطالب تقرير المصير داخل الجزائر طي التجاهل.
أما الحديث عن “ترسيخ الأمر الواقع”، فهو مفارقة كبرى، إذ يصدر عن نظام متجمد في عقليته، رافض لمواكبة التحولات الدولية. وبينما يتغير العالم، تبقى الجزائر الرسمية أسيرة خطاب الحرب الباردة، عاجزة عن مجاراة المتغيرات الجيوسياسية.
في النهاية، لا جديد في خطابات النظام، سوى إعادة تدوير للمظلومية التاريخية وشعارات المؤامرات الإمبريالية، في محاولة لصرف الأنظار عن أزمات داخلية تتفاقم، بينما تواصل الدبلوماسية الجزائرية انشغالها ببيانات جوفاء فقدت تأثيرها حتى على صانعيها.