ترى قيادات بارزة في أحزاب “اليسار الجديد”، خاصة فيدرالية اليسار الديمقراطي والحزب الاشتراكي الموحد، أن تحقيق الصدارة في الانتخابات المقبلة عام 2026 ليس أمرًا مستحيلًا، معتبرة أن نجاح القوى اليسارية مرهون بإصلاح جذري لمدونة الانتخابات، التي كشفت عن اختلالات عميقة أثرت على مصداقية العملية الديمقراطية في البلاد. وأكدت هذه القيادات أن تجاوز هذه العقبات يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الجهات الوصية، من أجل ضمان منافسة نزيهة وعادلة تعكس التوجهات الحقيقية للناخبين.
وفي سياق متصل، دعت القيادات اليسارية إلى تأسيس “جبهة شعبية” على غرار التجربة الفرنسية الأخيرة، معتبرة أن توحيد صفوف اليسار بات ضرورة ملحة لمواجهة ما وصفته بـ”إغراق العملية السياسية بعقيدة الولاء التي تتحكم في المشهد الانتخابي المحلي”. وشدد جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، على أن حزبه متفائل بشأن تصدر الانتخابات، لكنه يرى أن ذلك يظل رهينًا بإصلاح مدونة الانتخابات، التي لم تفرز، وفق تعبيره، نخبة سياسية مؤهلة، معتبرًا أن انتشار قضايا الفساد داخل المؤسسات المنتخبة يعكس واقعًا مقلقًا يجب التصدي له.
من جهته، أكد علي بوطوالة، نائب الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن حزبه يمتلك رؤية واضحة للانتقال إلى مرحلة التدبير، مشددًا على أن الدولة تتحمل مسؤولية مراجعة القوانين الانتخابية، وضمان نزاهة الاستحقاقات عبر محاربة الاستعمال المفرط للمال والممارسات التي تسيء للعملية الانتخابية. كما حذر من أن استمرار هذه الممارسات يؤدي إلى تشويه المشهد السياسي، وإفراز حكومات عاجزة عن تلبية تطلعات المواطنين، معتبرًا أن نجاح مشروع اليسار رهين بوعي الناخبين، وبالقدرة على حشد القوى الوطنية لمواجهة الفساد بشكل جاد وحقيقي.
20/02/2025