أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى إعادة فتح ملف إنشاء محطة جديدة لمعالجة المياه العادمة بجماعة الدروة، بعدما شهدت المحطة الحالية ارتفاعًا في منسوب المياه العادمة، ما هدد بفيضان قد يغرق طرقًا رئيسية، من بينها الطريق الوطنية رقم 9، التي تربط الدروة بالنواصر ومديونة، وتُعد جزءًا من البنية التحتية المُهيأة لاستضافة “مونديال 2030”.
وقد تم برمجة هذا المشروع ضمن المخطط الاستثماري للشركة الجهوية متعددة الخدمات لجهة الدار البيضاء-سطات، التي يرأس مجلسها الإداري الوالي محمد امهيدية، حيث تم تحديد ميزانيته في 12 مليار سنتيم، موزعة بين 5 مليارات من الشركة، و6 مليارات من المركز الجهوي للاستثمار، ومليار سنتيم من مساهمة جماعة الدروة. وتعوّل الجماعة على هذه المحطة الجديدة لتأمين المياه المعالجة لري المساحات الخضراء، مما سيساهم في الحفاظ على الموارد المائية الجوفية وتقليل الضغط على الآبار المحلية.
ويأتي التعجيل بإطلاق المشروع بعد تسجيل فيضانات متكررة قرب المحطة الحالية، وتحولها إلى مصدر لتلوث بيئي خطير، خاصة مع انتشار الحفر العشوائية في محيطها، ما أدى إلى ظهور مشكلات بيئية تهدد السكان في عدد من التجزئات السكنية بإقليم برشيد. وتفاقمت هذه الأزمة بسبب مصبات المياه العادمة غير المنظمة، التي تحولت إلى بؤر للحشرات الضارة والروائح الكريهة، مع تهديد مباشر للمياه الجوفية نتيجة التسربات المحتملة، مما جعل الحاجة إلى المحطة الجديدة أكثر إلحاحًا.
21/02/2025
