صادقت جماعة جرادة على برمجة فائض ميزانية عام 2024، والذي تجاوز مليار سنتيم. يُفترض أن يعكس هذا الفائض نجاحًا في التدبير المالي، إلا أن الواقع الميداني للمدينة يروي قصة مختلفة.
تعاني شوارع وأحياء جرادة من تراكم النفايات بسبب نقص حاويات القمامة، مما حول المدينة إلى فضاء مفتوح للماشية التي تقتات من الأزبال المكدسة. بالإضافة إلى ذلك، تشهد المدينة انتشارًا للكلاب الضالة، وظهور حفر في مختلف الأزقة، وانعدام الإنارة في بعض المناطق، مما يزيد من معاناة الساكنة.
في ظل هذه الظروف، يتساءل المواطنون عن جدوى هذا الفائض المالي، خاصة مع استمرار المجلس الجماعي في تنفيذ تنقلات متكررة إلى العاصمة، يُعتقد أنها تُستغل لقضاء مصالح شخصية باستخدام سيارات الجماعة، دون تحقيق فوائد ملموسة للمدينة.
مع مرور نصف مدة الولاية الحالية للمجلس، لا تزال الحصيلة التنموية شبه معدومة. يبرر المسؤولون ذلك بتراكمات المجالس السابقة، إلا أن الساكنة ترى أن الوقت قد حان لتجاوز هذه المبررات والعمل بجدية على تحسين أوضاع المدينة، خاصة مع تبقي عام واحد فقط من عمر المجلس الحالي.
في هذا السياق، دعت بعض الفعاليات المحلية إلى تنظيم يوم دراسي بهدف الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، تسهم في التخفيف من التهميش الذي تعانيه المدينة، وتضع حدًا للفشل المتراكم في تدبير الشأن المحلي.
يبقى الأمل معقودًا على تحقيق تغيير حقيقي يلامس حياة المواطنين، بعيدًا عن الأرقام الجافة التي لا تعكس الواقع المعيشي لساكنة جرادة.
22/02/2025