تعاني طلبات تأشيرة إسبانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، في الناظور من احتكار خطير يفرضه سماسرة التأشيرات، الذين يستغلون التكنولوجيا المتقدمة لحجز المواعيد عبر الإنترنت بطرق غير قانونية. مستعينين بروبوتات الذكاء الاصطناعي، يعمل هؤلاء السماسرة على الاستحواذ على جميع المواعيد فور توفرها على المواقع الرسمية للشركات الوسيطة، مما يجعل من المستحيل على المواطن العادي الحصول على موعد دون اللجوء إلى خدماتهم.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هؤلاء الوسطاء لا يقتصرون على استخدام التكنولوجيا فحسب، بل يستقطبون أفرادًا من مدن الشمال لتنفيذ مهام الحجز، ما يضمن لهم سيطرة شبه كاملة على السوق ، المشكلة تتفاقم عندما يقومون ببيع هذه المواعيد بأسعار خيالية تصل إلى 5000 درهم، ما يزيد من معاناة المواطنين الذين يواجهون أصلًا صعوبات كبيرة في الحصول على التأشيرات.
ورغم الجهود المبذولة من قبل القنصليات والسفارات الأوروبية لمحاربة هذه الظاهرة، عبر إجراءات أمنية أكثر صرامة مثل فرض التقاط صورة “سيلفي” أثناء الحجز، وإدخال رمز تحقق يُرسل إلى البريد الإلكتروني الشخصي، إلا أن السماسرة يظلون دائمًا متقدمين بخطوة، مستغلين التكنولوجيا للالتفاف على هذه الإجراءات.
في ضربة أمنية موجعة لهذه الشبكات، قامت الشرطة القضائية والتقتية بالناظور، يوم أمس السبت، بمداهمة عدة مواقع مشبوهة، حيث ضبطت وثائق مزورة وأدوات تقنية تُستخدم في عمليات الاحتيال. كما تم توقيف عدة أفراد متورطين في هذه الأنشطة غير المشروعة، مما يشكّل خطوة مهمة في مكافحة هذه الظاهرة التي تؤرق المواطنين وتضر بسمعة الإجراءات القنصلية.
وتُعتبر هذه العملية جزءًا من جهود أوسع لمحاربة الفساد في نظام حجز التأشيرات، وسط دعوات متزايدة لاتخاذ تدابير أكثر صرامة لضمان نزاهة وسهولة الحصول على المواعيد للمواطنين دون الحاجة إلى اللجوء إلى الوسطاء.
23/02/2025