في بادرة إنسانية تعكس روح التضامن والتكافل الاجتماعي، نظمت منظمة “مرضى بلا حدود” يوم أمس السبت بسبتة ، عشاءً خيريًا يهدف إلى جمع التبرعات لضمان عدم حرمان أي طفل من ملابس عيد الفطر، خاصة أطفال المغاربة القاطنين بالجيب المحتل، الذين يعيشون ظروفًا صعبة ويترقبون هذه المناسبة بفرح وأمل كبير.
يُعد عيد الفطر مناسبة دينية ذات أهمية خاصة، حيث يحرص الأطفال على ارتداء ملابس جديدة تعبيرًا عن الفرح والاحتفال. ومن هذا المنطلق، سعت المبادرة إلى إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال الأكثر احتياجًا، مثل الأيتام، المرضى، ذوي الاحتياجات الخاصة، وأبناء العائلات ذات الدخل المحدود، حتى يتمكنوا من الاحتفال بهذه المناسبة بكرامة وسعادة.
حظي الحدث بمشاركة واسعة، حيث حضر العشاء حوالي 400 شخص، ممن ساهموا في دعم القضية من خلال شراء تذاكر بقيمة 10 يوروهات، وذهب ريعها بالكامل لشراء الملابس للأطفال المحتاجين. تم إعطاء الأولوية للأيتام والمرضى وذوي الإعاقة والعائلات ذات الموارد المحدودة، في خطوة تهدف إلى تعزيز التضامن الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع.
استهدفت المبادرة توفير ملابس جديدة لأكثر من 200 طفل، حيث تقدر تكلفة كل طقم بحوالي 50 يورو، مما يعني أن التبرعات التي تم جمعها ستساهم في تغطية احتياجات عدد كبير من الأطفال المحرومين.
ولضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن، أتاحت المنظمة الفرصة للراغبين في المساهمة من خارج الحدث، حيث تم إعداد قائمة بأحجام الملابس المطلوبة، مما يسمح للمتبرعين بشراء الملابس مباشرة وتسليمها للأطفال المستفيدين، في خطوة تعكس شفافية العملية وتضمن تحقيق الهدف المرجو.
شهد العشاء الخيري حضور عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم المستشارة نبيلة بنزينة، المسؤولة عن قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية، ومديرة الشؤون الاجتماعية أديلا نيتو، اللتان أشادتا بالمبادرة وأعربتا عن دعمهما الكامل لمثل هذه الجهود الإنسانية التي تساهم في تحسين أوضاع الفئات الهشة في المجتمع.
في ختام الفعالية، أكدت منظمة “مرضى بلا حدود” أن النجاح الذي تحقق لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجماعية والتعاون المثمر بين الجهات الداعمة والمتطوعين. وقد أعرب القائمون على الحدث عن أملهم في استمرار مثل هذه المبادرات الخيرية، التي تلعب دورًا حيويًا في تحسين حياة الأطفال المحتاجين وإدخال الفرحة إلى قلوبهم في المناسبات السعيدة.
بفضل هذه المبادرة النبيلة، سيتمكن عشرات الأطفال في سبتة المحتلة من استقبال عيد الفطر بملابس جديدة وابتسامات مشرقة، ما يعزز قيم العطاء والتكافل في المجتمع.