في قلب مدينة فاس، تتربع ساحة فلورانس أو Place de Florence، شامخة كذكرى مجيدة لماضٍ كانت فيه المدينة تتصدر قوائم الوجهات السياحية، قبل أن تُحكم عليها الجماعات المتعاقبة بالنفي إلى عالم النسيان. الساحة اليوم ليست سوى نسخة مهترئة من نفسها، شاهدة على الزمن الجميل… والزمن الذي “جابها على قد الحال”.
خصص لها أكثر من مليار سنتيم في مشروع مشترك بين جماعة فاس ومؤسسة العمران فاس-مكناس، ويبدو أن الرقم كان كافيًا ليُدرج المشروع ضمن قائمة “الأحلام التنموية” ، لكنه لم يكن كافيًا ليتحول إلى واقع مؤلم ، وكأن لعنة الزمن أصابت المكان، توقفت الأشغال فجأة، بلا مقدمات ولا تفسيرات !.
التقارير تشير إلى أن الميزانية لم تكن كافية لإنجاز المشروع !؟ فمن ذا الذي كان يتوقع أن تهيئة ساحة في مدينة عريقة تحتاج إلى دراسة مالية دقيقة بدل التقديرات العشوائية ؟ وبينما تتطاير علامات الاستفهام يمينًا ويسارًا، تبقى الساحة على حالها : أكوام من الحجارة تروي قصصًا عن سوء التدبير، في انتظار من يقرر أن “يصلح الخطأ” بعد أن “يصلح الله الحال” .
في النهاية، قد لا نعرف متى ستُستكمل الأشغال، أو هل ستُستكمل أصلًا، لكن ما نعرفه يقينًا هو أن ساحة فلورانس أضحت اليوم رمزًا … رمزًا لمشاريع تبدأ ولا تنتهي، وميزانيات تُرصد ولا تُنفذ، وسوء تدبير لا يموت بل يتجدد مع كل دورة انتخابية.
24/02/2025