kawalisrif@hotmail.com

عبد الإله مول الحوت في مراكش ومهربي الأسماك بميناء الناظور … “كريمو وأعراب” وآخرين !!

في وقتٍ تسببت فيه أسعار السمك في إرهاق جيوب المواطنين، يتجسد في الواقع المغربي موقفان يعكسان التناقضات الكبرى للسوق . من “مول الحوت” في مراكش الذي قرر مواجهة الغلاء وتقديم المساعدة للمواطنين بأسعار معقولة، إلى عمليات تهريب الأسماك في ميناء الناظور، حيث لا يجد المهربون حرجًا في استغلال الأوضاع لصالحهم بعيدًا عن رقابة الدولة.

وبين هذه التوجهات النقيضة ، نجد مقارنة حادة بين من يسعى إلى إغاثة المواطن ومن لا يهمه سوى تعزيز مصالحه الشخصية. إن الوضع برمته يستحق أكثر من تأمل، خصوصًا مع التساؤل الكبير: أين هي ثرواتنا السمكية؟

مول الحوت ، الشاب المراكشي الذي قرر أن يبيع السمك بأسعار لا تنافس السوق المرتفعة، أصبح رمزًا للتحدي ضد التجار الجشعين. حيث قام ببيع السردين بـ 5 دراهم فقط، وهو السعر الذي يعكس تفاعلًا إنسانيًا مع معاناة الفقراء، في وقت كان فيه هذا النوع من السمك يباع بأكثر من 20 درهمًا في العديد من المحلات. كانت مبادرته بمثابة احتجاج على الأسعار التي تزداد صعوبة على المواطن البسيط، مُرَكِّزًا على ضرورة اهتمام البعض بالفقراء أكثر من السماسرة.

في المقابل، وفي ميناء الناظور، يسير كل شيء في اتجاه آخر ، هناك حيث يتحكم المهربون والمضاربون في مصير الأسماك ويعملون على تهريبها بعيدًا عن الأسواق المحلية … في ميناء بني أنصار، تُخزن الأسماك بعيدًا عن الأنظار، بتعاون مشبوه مع بعض رجال السلطة المحليين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار واستفادة البعض على حساب الجميع. وعلى الرغم من معاناة المواطنين من هذه الممارسات، يستمر هؤلاء في استغلال الوضع لتحقيق أرباح غير مشروعة، بعيدًا عن أي محاسبة.

بينما يقف مول الحوت بطلًا شعبيًا في مواجهة الأسعار المتزايدة، تبقى التساؤلات عالقة: هل هو حقًا بطل يسعى للعدالة الاجتماعية، أم أن هذه المبادرة مجرد فقاعة إعلامية؟ وهل التهريب في الناظور يعكس صفقات تجارية أم خيانة للوطن؟ في النهاية، يبقى المشهد معقدًا بين من يريد تخفيض الأسعار لخير الجميع، ومن يواصل استغلال السوق لذاته، مع تساؤل كبير يطرح نفسه: أين هي ثرواتنا السمكية التي تُنهب أمام أعيننا ؟.

توقيع : صياد مهني

24/02/2025

مقالات ذات الصلة

24 فبراير 2025

ترامب يعلن أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي قريبا … ودول الاتحاد الأوروبي يجب أن تدفع الثمن

24 فبراير 2025

هزة أرضية قوية بإقليم الدريوش تمتد إلى إقليمي الحسيمة والناظور

24 فبراير 2025

بسبب إستهلاكهن للمخدرات … العثور على جثث 3 مغربيات في منتجع سياحي بجزر الكاريبي

24 فبراير 2025

دوار تسكيت بجماعة كتامة بإقليم الحسيمة … شهران من الظلام وسط تجاهل المسؤولين !

24 فبراير 2025

اجتماع رؤساء أركان دول شرق إفريقيا ودول تنمية الجنوب الإفريقي لبحث حرب الكونغو الديمقراطية

24 فبراير 2025

توقيف فرنسي بالمغرب قام بمحاولة القتل والإختطاف

24 فبراير 2025

صاحبه كان يتبرز على الذهب … سرقة مرحاض ذهبي بقيمة 7 ملايير سنتيم

24 فبراير 2025

فرنسا تحاكم جراحا اغتصاب 300 طفل على مدار 25 عاما

24 فبراير 2025

رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي يدعو لتعزيز الشراكة المغربية-الفرنسية لتشمل إفريقيا

24 فبراير 2025

صعود اليمين المتطرف في ألمانيا وتزايد المخاوف من تهديد الديمقراطية

24 فبراير 2025

إمزورن بالحسيمة… ساكنة الحي الرابع “إفري-ووها” يطالبون بالكهرباء ويتوعدون بالتصعيد ضد التهميش

24 فبراير 2025

قافلة طبية متعددة التخصصات تقدم خدماتها لأزيد من 200 شخص من ذوي الإعاقة بجرسيف

24 فبراير 2025

“غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق” …. ملايير طارت دون أن يظهر لها أثر !!

24 فبراير 2025

الكابران سعيد شنقريحة “يبكي” حسب زعمه على مصرع 3 عساكر في الجزائر جرفتهم مياه الأمطار

24 فبراير 2025

حزب الأندلسي … انطلاقة سياسية جديدة من قلب سبتة المحتلة ورؤية جدلية في المشهد السياسي الإسباني-المغربي