ابتلعت غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق ملايير السنتيمات، التي يقودها التجمعي محمد قدوري، ولأن الأرقام لا تكذب، فإن ما التهمته الغرفة يوازي ثلث ما اختلسه مدير عمران الشرق ، وكأن لعنة “السرقة المشروعة” ضربت الجهة بقوة، محولة المال العام إلى مجرد رصيد شخصي متنقل بين جيوب المسؤولين وعائلاتهم !
وكالعادة، عندما يكون المال وفيرًا، تبدأ العقارات الفاخرة في الظهور مثل الفطر بعد المطر، وتتحول “تنمية الصناعة التقليدية” إلى تنمية أرصدة خاصة في البنوك ، بل وحتى قطاع “تبييض الأموال” عرف ازدهارًا غير مسبوق ! .
ففي عهد القدوري فإن قطاع الصناعة التقليدية بالجهة لم يتطور ، ولا الصانع استفاد، اللهم إلا إذا كان الصانع هو المسؤول نفسه ! الأموال التي كان من المفترض أن تحيي المنطقة بمشاريع تنموية، شقّت طريقها بسلاسة نحو البذخ والسيارات الفارهة والمنازل الفخمة، بينما الحرفي العادي لا يزال ينتظر تحسين وضعه المعيشي.
ويبدو أن الوطنية أصبحت تعني “خدمة الحساب البنكي”، والولاء أصبح لسلطة “الصندوق الأسود”، أما المال العام، فله ألف أب عندما يتعلق الأمر بتبديده، لكنه يتيم حين يكون الحديث عن استغلاله لصالح المواطنين ! .