kawalisrif@hotmail.com

رئيس مليلية المحتلة :     إقتحام المغرب المحتمل للمدينة مجرد كلام

رئيس مليلية المحتلة : إقتحام المغرب المحتمل للمدينة مجرد كلام

نفى رئيس حكومة مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، الأخبار المتداولة بشأن وجود مخاوف في المدينة من احتمال تنظيم “مسيرة خضراء” جديدة من قبل المغرب. وأكد في تصريحاته أن هذا الجدل الإعلامي “مجرد اختراع” لا يعكس الواقع المحلي.

وقال إمبرودا: “أنا رئيس المدينة ولست قلقًا على الإطلاق. لقد تحدثت مع زملائي، ولم أسمع أحدًا يعبّر عن أي قلق بشأن مسيرة خضراء، سواء في المقاهي، أو المطاعم، أو بين الناس عمومًا.”

-خلفية التوتر الجيوسياسي

تأتي تصريحاته وسط تطورات سياسية دولية، منها فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما قد يؤدي إلى تعزيز العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة والمغرب. ووفقًا لتقرير نشره موقع El Español، فإن هذا الوضع قد يثير المخاوف في إسبانيا بشأن أي تحرك دبلوماسي أو سياسي مغربي يهدف إلى استعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خاصة في ظل النهج السلمي الذي اتبعه المغرب سابقًا لاسترجاع أراضيه.

-أولويات مليلية المحتلة: الاقتصاد بدل المخاوف السياسية

أكد إمبرودا أن التحديات الداخلية التي تواجه مليلية أهم بكثير من النقاش حول “مسيرة خضراء”، معتبرًا أن هذه “الاختراعات الإعلامية” تصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية للمدينة، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والمعيشة اليومية.

وأشار إلى أن إغلاق الحدود مع المغرب منذ 2018 أثر بشكل سلبي على الاقتصاد المحلي، ما يجعل مسألة إعادة فتحها أولوية قصوى.

وقال: “ما يقلقنا هو أن تهتم الحكومة الوطنية الإسبانية بمليلية بشكل فعلي، وأن تعيد فتح الحدود، وأن تستمع إلى مشاكلنا اليومية، التي ترتبط أكثر بالاقتصاد المحلي وليس بأي تهديدات خارجية وهمية.”

-الغموض القانوني حول حماية مليلية وسبتة

أعاد هذا الجدل إحياء النقاش حول الوضع القانوني لسبتة ومليلية على المستوى الدولي. فوفقًا لبعض التحليلات، تلعب المدينتان دورًا استراتيجيًا في الجناح الجنوبي لحلف الناتو، ولكن هناك غموض قانوني بشأن ما إذا كانتا مشمولتين بالمادة 5 من ميثاق الناتو، التي تنص على الدفاع الجماعي في حالة الهجوم على أحد أعضائه.

هذا الغموض يثير قلق بعض المحللين والسياسيين الإسبان، الذين يخشون أن تستغل المغرب هذه الثغرة الاستراتيجية لتعزيز مطالبه باستعادة المدينتين بطريقة سلمية، كما فعل مع ملف الصحراء المغربية.

-العلاقات الأمريكية – المغربية وتأثيرها المحتمل

تتزامن هذه التكهنات مع تحولات في السياسة الخارجية الأمريكية. ففي عام 2020، اعترفت إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، في خطوة عززت مكانة الرباط إقليميًا ودوليًا.

الآن، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، هناك مخاوف إسبانية من أن تعمّق الولايات المتحدة علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، مما قد يعزز موقف الرباط في ملفات أخرى، بما في ذلك سبتة ومليلية.

ومع ذلك، يقلل إمبرودا من أهمية هذه المخاوف، قائلًا: “نحن في مليلية نتابع التطورات السياسية الدولية، لكننا لسنا قلقين بشأنها على الإطلاق.”

-تركيز على القضايا المحلية بدل المخاوف الجيوسياسية

في الوقت الحالي، يصرّ رئيس مليلية على أن المدينة لا تواجه أي تهديد ملموس من المغرب، وأن الأولوية هي حل المشاكل الاقتصادية والإدارية الداخلية، خاصة في ظل الأزمات التي تعاني منها المدينة المحتلة.

واختتم تصريحه قائلاً: “كفى اختراعات! نحن في مليلية لا نشغل أنفسنا بـ’مسيرات خضراء’، بل نركّز على معالجة مشاكلنا اليومية وإجبار الحكومة الإسبانية على الاستجابة لاحتياجاتنا الحقيقية.”

-مستقبل المدينتين المحتلتين بين الدبلوماسية المغربية والتحولات الدولية

يبقى الوضع الجيوسياسي في المنطقة تحت المراقبة، خاصة مع تنامي النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي المغربي، الذي جعل العديد من القوى الدولية تدعم موقف الرباط. وبينما تحاول إسبانيا الحفاظ على وضعها في سبتة ومليلية، يواصل المغرب العمل بخطوات هادئة ومدروسة لترسيخ مطالبه المشروعة بإنهاء هذا الإرث الاستعماري القديم، وفقًا لنهج سلمي ودبلوماسي يعزز سيادته على كامل أراضيه.

25/02/2025

Related Posts