شهدت الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة قفزة غير مسبوقة في أسعار السردين، حيث تراوحت أسعار الكيلوغرام الواحد بين 20 و30 درهما، بعدما كانت لا تتجاوز 15 درهما سابقا، مما أثار استياءً واسعًا بين المواطنين والتجار على حد سواء. ففي جولة قُمنا بها في سوق السمك بمدينة العيون، لاحظنا أن سعر السردين بلغ 20 درهما رغم وجود ميناء صيد بحري يعد من الأكبر في المنطقة.
كشف عدد من مهنيي قطاع صيد الأسماك عن عدة أسباب وراء هذا الارتفاع، أبرزها تراجع الكميات المعروضة بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على هجرة السردين، بالإضافة إلى الزيادة في تكاليف الصيد والنقل. كما أشاروا إلى دخول السردين في فترة الراحة البيولوجية، حيث ينخفض عدد الأسماك بشكل طبيعي. أحد التجار أضاف قائلاً: “لم نشهد مثل هذا الارتفاع في الأسعار منذ سنوات، حتى أصبحنا نواجه صعوبة في توفيره بأسعار معقولة للمستهلكين.”
تأثرت القدرة الشرائية للمواطنين بشكل مباشر، خصوصًا الفئات ذات الدخل المحدود، التي كانت تعتمد على السردين كمصدر غذائي رخيص نسبيًا. العديد من الأسر اضطرت لتقليص الكميات المشتراة، والبحث عن بدائل أقل تكلفة، مما غير عاداتهم الاستهلاكية. في المقابل، يعاني التجار من انخفاض المبيعات بشكل ملحوظ بسبب تراجع الطلب، مما أجبرهم على رفع الأسعار لتغطية تكاليف الشراء المرتفعة. ويُتوقع أن تستمر هذه الأزمة لفترة، وسط مطالبات بالتدخل الحكومي لضبط الأسعار وتقديم الدعم للصيادين.
25/02/2025
