في مثل هذا اليوم، 26 فبراير 1983، شهدت الحدود المغربية الجزائرية حدثًا تاريخيًا جمع بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الصوري أنذاك الراحل الشاذلي بن جديد … وسط أجواء مشحونة بالتوترات السياسية، نصب الملك والرئيس الصوري خيمتين، إحداهما في الجانب المغربي والأخرى في الجانب الجزائري، حيث تبادلا اللقاءات في كلا الموقعين، في محاولة لإذابة الجليد بين البلدين الجارين.
كان هذا اللقاء بارقة أمل للعديد من المراقبين، حيث أعطى انطباعًا بإمكانية تجاوز الخلافات وإعادة بناء الثقة بين البلدين. لكن بعد أربعة عقود، يبدو أن الشرخ قد تعمّق أكثر من أي وقت مضى. فالعلاقات السياسية بين المغرب والجزائر لم تشهد فقط تدهورًا متزايدًا، بل انتقلت العداوة إلى مستوى أكثر خطورة، حيث أصبحت الشعوب نفسها تحمل مشاعر العداء تجاه بعضها البعض، متأثرةً بالدعاية السياسية والخطابات المتشنجة الصادرة من دولة العالم الآخر .
اليوم، لم تعد الخلافات مقتصرة على السياسيين أو الحكومات، بل امتدت إلى الرأي العام، مما يزيد من تعقيد إمكانية المصالحة المستقبلية. إن استمرار هذا الوضع لا يخدم مصالح الشعبين الجارين، بل يغذي الفرقة ويؤجل أي فرصة للتكامل والتعاون الذي تحتاجه المنطقة المغاربية بشدة .
26/02/2025