kawalisrif@hotmail.com

تجديد المسجد المركزي في مليلية المحتلة … إصلاحات عمرانية أم محاولة لمسح الهوية المغربية !؟

تجديد المسجد المركزي في مليلية المحتلة … إصلاحات عمرانية أم محاولة لمسح الهوية المغربية !؟

في خطوة تحمل أبعادًا دينية وثقافية، أعلنت سلطات الاحتلال الإسباني في مليلية عن مشروع تجديد “شامل” للمسجد المركزي، وهو ما كشف عنه مستشار التنمية، ميغيل مارين، يومه الأربعاء، مشيرًا إلى أن الإجراءات التقنية والإدارية الخاصة بالمشروع قد انطلقت بالفعل، مع توقعات بأن تصل كلفته إلى حوالي 1.5 مليون يورو.

يشمل هذا المشروع تحسين الواجهة الخارجية للمسجد، وتعزيز إمكانية الوصول إليه عبر تركيب مصعد، بالإضافة إلى إعادة تهيئة بعض المساحات غير المستغلة حاليًا لتصبح صالحة للاستعمال.

كما ستشهد البنية التحتية للمسجد تحديثات تشمل تجديد دورات المياه، وتحسين أنظمة الحماية من الحرائق، وتطوير الشبكة الكهربائية وأنظمة التكييف.

ومن بين التعديلات المخطط لها، توسيع فضاء الصلاة المخصص للنساء، بهدف استيعاب أعداد أكبر من المصلين. وأعرب ميغيل مارين عن قناعته بأن هذه الإصلاحات “الشاملة” ستُحدث “تحسينًا كبيرًا” لهذا الفضاء الديني، مشيرًا إلى أن المسجد يُعد جزءًا مهمًا مما يسمى بـ”مسار المعابد” في المدينة المحتلة.

في سياق متصل، أعلنت سلطات الاحتلال عن تنفيذ أعمال صيانة وتأهيل لمسجد “لا كانيادا”، حيث زارت فرق تقنية المبنى، وشرعت في إعداد مشروع يهدف إلى إعادة تأهيله، يشمل، من بين أمور أخرى، تجديد مئذنته.

ويأتي هذا الإعلان في وقت يواصل فيه المغاربة القاطنون في مليلية المحتلة التشبث بهويتهم الإسلامية والمغربية، رغم سياسات التهميش والطمس التي تستهدف معالمهم الثقافية والدينية. ما يثير تساؤلات حول نوايا سلطات الاحتلال، خصوصًا في ظل المحاولات المستمرة لإعادة تشكيل المشهد العمراني والديني للمدينة، التي لا تزال هويتها الأصيلة صامدة بفضل تمسك سكانها بجذورهم وانتمائهم للمغرب.

لم يكن الصراع الديني بين المغرب وإسبانيا وليد اللحظة، بل يعود إلى قرون طويلة، حيث استغلت إسبانيا سيطرتها على مليلية وسبتة لفرض سياسات تهدف إلى تقليص التأثير الإسلامي وتعزيز الهيمنة الثقافية الإسبانية. ورغم الاعتراف الدستوري بالإسلام كديانة رسمية في إسبانيا، إلا أن المسلمين المغاربة في المدينتين المحتلتين يواجهون تحديات في ممارسة حقوقهم الدينية بحرية، مثل بناء المساجد أو تدريس الدين الإسلامي في المدارس.

ويستغل المغرب البعد الديني كجزء من سيادته التاريخية على المدينتين، حيث يدافع عن حقوق المغاربة المسلمين هناك، بينما تعتبر إسبانيا ذلك “تدخلاً” في شؤونها الداخلية.

الصراع الديني بين المغرب وإسبانيا ليس مجرد مواجهة حول أماكن العبادة، بل هو جزء من معركة هوية مستمرة منذ قرون. ورغم المحاولات الإسبانية لإعادة تشكيل الواقع الثقافي والديني في سبتة ومليلية، فإن سكان المدينتين لا يزالون متشبثين بإسلامهم وانتمائهم المغربي، ما يجعل هذا الصراع مستمرًا مع الزمن، بين محاولات الطمس والتغيير، وإصرار السكان على الحفاظ على هويتهم.

26/02/2025

Related Posts