يواجه التحالف الثلاثي المسيّر لجماعة الدار البيضاء، المكوّن من التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، تحديات داخلية تهدد استقراره.
وأعرب أعضاء الفريق الاستقلالي عن استيائهم من ما وصفوه بتهميشهم داخل المجلس الجماعي، رغم التزامهم بالتحالف وسعيهم للمشاركة الفعّالة في تدبير شؤون المدينة.
في هذا السياق، انتقد مصطفى حيكر، رئيس الفريق الاستقلالي، ما اعتبره مؤامرة لتهميش حزبه، مشيرًا إلى محاولات متعمدة لإقصائهم من مواقع المسؤولية. جاءت هذه التصريحات خلال انعقاد دورة استثنائية للجماعة، حيث ندد حيكر بتفويت منصب نائب رئيس مقاطعة سيدي عثمان لعضو خارج التحالف، متجاهلين أعضاء حزب الاستقلال.
التوترات بين مكونات التحالف ليست جديدة، لكنها بلغت مستويات غير مسبوقة. حزب الاستقلال، كونه القوة الثالثة على مستوى المدينة، لم يحصل على رئاسة أي مقاطعة من أصل 16، مما زاد من شعورهم بالإقصاء. حيكر تساءل: “هل هذا تحالف أم مجرد تخربيق؟”، داعيًا عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، إلى إعادة النظر في طريقة تدبير التحالف، مشددًا على ضرورة تعزيز التضامن بين مكوناته.
من جانبه، حاول سعيد الصابري، رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، تهدئة الأجواء، مؤكدًا على أهمية تجاوز الخلافات السياسية والعمل معًا لخدمة مصالح المواطنين. ورغم حديثه عن انسجام داخل التحالف، خاصة بين التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، إلا أن الوقائع تشير إلى وجود شرخ واضح قد يتسع إذا لم يتم احتواؤه بسرعة.
مع مرور الوقت، يتضح أن هذه التوترات قد تشكل مقدمة لانهيار التحالف. يبقى السؤال: هل سيتمكن قادة التحالف من تجاوز هذه الأزمة وإعادة بناء جسور الثقة، أم أن المدينة مقبلة على مشهد سياسي جديد وتحالفات مختلفة؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة، لكن المؤكد أن الاستقرار السياسي لجماعة الدار البيضاء بات مهددًا بشكل غير مسبوق.
كواليس الريف: متابعة
28/02/2025